كتاب “هكذا عرفت البكر وصدام: رحلة 35 عاماً في حزب البعث” من تأليف الدكتور فخري قدوري، يعتبر مصدراً قيماً يكشف عن العديد من الجوانب والتفاصيل المثيرة للاهتمام حول حياة صدام حسين وعلاقته بالكاتب كعضو في حزب البعث العراقي. ويأخذنا الكتاب في رحلة عميقة داخل أروقة هذا الحزب السياسي المثير، من خلال تجارب ومشاهدات المؤلف الشخصية التي امتدت لمدة ثلاثة وثلاثين عاماً.
من خلال صفحاته الـ 480، يتناول الدكتور فخري قدوري لقاءاته اليومية المكثفة مع صدام حسين على مدى ثماني سنوات، مما أتاح له فرصة فريدة لاستكشاف وتحليل شخصية صدام ونموه السياسي. ويقدم المؤلف صورة واضحة ومتكاملة لهذا الزعيم الذي بدأ مسيرته بمظاهر التواضع والبساطة، لكنه تحول مع مرور الزمن إلى شخصية متسلطة ومتغطرسة.
تتضح من خلال الصفحات الشائقة للكتاب، العلاقة الفريدة التي جمعت بين الكاتب وصدام حسين، وكيف تطورت هذه العلاقة على مر الزمن وتأثرت بالأحداث السياسية والاجتماعية في العراق والمنطقة. ومن خلال رؤية المؤلف الشخصية والتحليل العميق، يتمكن القارئ من فهم جوانب جديدة ومثيرة للتفكير حول حياة صدام حسين ودوره في تشكيل المشهد السياسي في العراق والمنطقة.
تتميز نشرة الكتاب بتقديم غلاف ورقي جذاب، مما يجعله إضافة قيمة لمكتبة كل مهتم بالشأن السياسي والتاريخي للعراق والشرق الأوسط. وبفضل الأسلوب السلس والمعرفة الواسعة التي يتمتع بها الكاتب، يعتبر “هكذا عرفت البكر وصدام: رحلة 35 عاماً في حزب البعث” قطعة أساسية لفهم أحداث الفترة التي شهدتها العراق خلال القرن العشرين، ويثري القارئ بتفاصيل وحكايات لا تنسى حول حياة أحد أبرز الزعماء السياسيين في تاريخ المنطقة.