رواية “رجل إشبيلية الأعمى”، من تأليف روبرت ويلسون، تمثل عملاً أدبيًا مثيرًا يندرج ضمن فئة الروايات البوليسية والتشويق. تتناول الرواية قصة المفتش جافيير فالكون الذي يجد نفسه متورطًا في تحقيق جريمة قتل مروعة عندما يرى وجه الضحية، راؤول خيمينيز، مغطى بالدماء في شقته بإشبيلية. تنقلب حياة فالكون رأسًا على عقب حين يكتشف، متناثرة على قميص الضحية الملطخ بالدماء كبتلات استوائية غريبة، جفنيه كأنهما زهور استوائية، مما يثير في خياله الرعب المتواصل واللاهث.
مع تحليله للأدلة واكتشافه صورًا قديمة لحياة الضحية في طنجة بعد الحرب، يجد فالكون نفسه يعود إلى الماضي. فقد نشأ فالكون هو الآخر في طنجة، حيث أصبح والده مشهورًا. الفنان الإسباني ذو السمعة العالمية، فرانسيسكو فالكون، توفي مؤخرًا، تاركًا وراءه إرثًا كبيرًا ومجموعة من اليوميات التي يبدأ ابنه في قراءتها. ومن خلال هذه اليوميات، يكتشف المفتش أن الأب الذي كان يعشقه كان شخصًا لم يكن يعرفه.
مع تطور حالة القتل، ينهار عقل فالكون. يعصف به توتر غير مفسر ولحظات نوم قصيرة مليئة بأحلام واضحة، حيث يتعرض كل ثوابت حياته المنظمة للتقلب. يزيد عدد الضحايا الذين يقعون تحت سيف القاتل الذي لا يتردد. ومع كل هذه الأدلة والأسرار المظلمة المدفونة في حياة الضحايا، لا يستطيع فالكون، حتى مع أساليبه الخاصة، تحقيق الاختراق الحاسم حتى يظهر الجزء الناقص الأخير من يوميات والده.
حتى يظهر فالكون نفسه كضحية المقبلة على القاتل. مع “رجل إشبيلية الأعمى”، يؤكد روبرت ويلسون مرة أخرى مكانته كأحد أفضل كتّاب الغموض في العالم اليوم، من خلال توفير تجربة قصصية مشوقة والتعمق في غموض الروح البشرية.