ديميثيل سلفوكسيد (DMSO): الاستخدامات الطبية والتأثيرات الجانبية
يعتبر ديميثيل سلفوكسيد (DMSO) من المركبات الكيميائية المثيرة للاهتمام التي استُخدمت لعدة عقود في مجموعة من العلاجات الطبية غير التقليدية، رغم أن بعض استخداماته لم تُدرج رسميًا في العديد من الأنظمة الصحية التقليدية. يُستخدم هذا المركب بشكل شائع في علاج مجموعة من الحالات الطبية من بينها الالتهابات، الألم، وبعض الأمراض الجلدية، كما أنه يتميز بقدرته الفائقة على اختراق الجلد والوصول إلى الأنسجة العميقة. في هذا المقال، سنتناول معلومات عن هذا المركب من حيث استخداماته المختلفة، تأثيراته الجانبية، فعاليته، وكيفية وصفه.
ما هو ديميثيل سلفوكسيد؟
ديميثيل سلفوكسيد (DMSO) هو مركب كيميائي يتميز بخصائص مميزة تجعله قادراً على اختراق الحواجز البيولوجية مثل الجلد والأغشية المخاطية بسهولة. يتم استخراجه بشكل رئيسي من خشب الأشجار وهو يعتبر منتجًا ثانويًا في صناعة الورق. غالبًا ما يُستخدم DMSO كمذيب في الصناعات الكيميائية، لكن في المجال الطبي، اكتسب شهرة واسعة بفضل قدرته على تسكين الألم وتخفيف الالتهابات.
الاستخدامات الطبية لـ DMSO
رغم أن ديميثيل سلفوكسيد ليس مُدرجًا بشكل رسمي كمُعالج لبعض الحالات المرضية في العديد من الإرشادات الطبية، إلا أن بعض المرضى يستخدمونه بشكل شخصي في العديد من الحالات. في هذه الفقرة، سوف نعرض بعض الاستخدامات التي تم الإبلاغ عنها من قبل المرضى والمجتمع الطبي:
-
الألم والالتهابات:
DMSO يستخدم بشكل شائع في تسكين الألم المزمن الذي يرافق التهابات المفاصل، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي. كما يساعد على تقليل التورم في بعض الإصابات العضلية والأنسجة الرخوة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامه في التخفيف من الآلام المرتبطة بالتهاب الأوتار. -
علاج الحروق والجلد:
يتم استخدام DMSO أحيانًا لعلاج الحروق الطفيفة أو حروق الشمس، حيث يعتقد البعض أنه يساعد في تسريع عملية الشفاء عن طريق تقليل الالتهاب وتحفيز تجديد الأنسجة. كما يُستخدم أحيانًا لعلاج بعض المشاكل الجلدية مثل الأكزيما، والطفح الجلدي. -
علاج العدوى الفطرية والفيروسية:
تشير بعض التقارير إلى أن DMSO قد يُستخدم لعلاج الثآليل أو الثآليل الفيروسية، ويُعتقد أنه يُقلل من حجم الثؤلول ويساهم في القضاء على العدوى. في بعض الحالات، يتم تطبيقه موضعياً على الحبوب أو الهربس البسيط. -
علاج أسنان وآلام اللثة:
إحدى استخدامات DMSO الشائعة هي في تسكين آلام الأسنان، حيث يعتقد الكثيرون أن دهنه على اللثة أو الأسنان المتضررة يمكن أن يساعد في تخفيف الألم بشكل سريع. تجدر الإشارة إلى أن طعمه غير مرغوب فيه على الإطلاق، لكنه يتمتع بفعالية سريعة مقارنة بالعلاجات الأخرى. -
ارتفاع ضغط الدم:
قد لا يكون DMSO علاجًا معتمدًا رسميًا لارتفاع ضغط الدم، لكن بعض المرضى يذكرون أنهم استخدموه كمادة مساعدة في تقليل ضغط الدم بشكل غير مباشر. يمكن أن يكون هذا من خلال تأثيره المهدئ على الأوعية الدموية، رغم أنه لا يوجد دليل علمي كافٍ يدعمه كعلاج أساسي لارتفاع ضغط الدم.
مراجعات المرضى وتجاربهم مع DMSO
تظهر العديد من مراجعات المرضى حول DMSO أن هناك فعالية ملحوظة في التخفيف من بعض الأعراض المرتبطة بالآلام والالتهابات، مما جعل هذا المركب شائعًا بين بعض الأفراد الذين يبحثون عن بدائل غير تقليدية. أحد المرضى ذكر تجربته مع DMSO قائلًا:
“لقد استخدمت DMSO في العديد من الحالات المتعلقة بالألم وكنت ناجحًا للغاية. هو الأفضل الذي جربته في علاج القروح الباردة، حيث يقوم بتجفيفها خلال ليلة واحدة. أنا الآن أستخدمه سائلًا فمويًا للضغط المرتفع، والآثار الجانبية طفيفة، مثل احمرار الجلد الذي يزول بسرعة، وبعض الحكة فوق الخصر عند تطبيقه موضعيًا. طعمه سيئ للغاية مثل زيت الخروع، لكنه يقضي على وجع الأسنان بسرعة أكثر من أي شيء جربته.”
ومن الواضح من هذه المراجعة أن DMSO قد يوفر راحة فورية لبعض الحالات مثل آلام الأسنان والقرح الباردة، بينما قد يكون له آثار جانبية طفيفة مثل احمرار الجلد أو الحكة عند استخدامه موضعياً. وبالنسبة لتناوله عن طريق الفم، يبدو أن بعض المرضى يجدون طعمه غير مريح، لكنه يحقق نتائج سريعة في تخفيف بعض الأعراض.
الآثار الجانبية لـ DMSO
كما هو الحال مع أي مركب كيميائي أو دواء، يمكن أن يسبب DMSO بعض الآثار الجانبية، خاصة إذا تم استخدامه بشكل مفرط أو غير صحيح. من بين الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي تم الإبلاغ عنها:
-
التهيج الجلدي:
عند تطبيق DMSO موضعيًا، قد يعاني بعض الأشخاص من احمرار أو حكة في الجلد. عادةً ما تختفي هذه الأعراض بسرعة، ولكن في بعض الحالات، قد تكون أكثر شدة. -
رائحة الجسم غير المستحبة:
أحد الآثار الجانبية التي يعاني منها بعض المرضى هو ظهور رائحة غير مستحبة في الجسم، حيث قد يتسبب DMSO في إعطاء رائحة تشبه رائحة الثوم أو الأسماك بعد امتصاصه في الجلد. -
التهيج في العينين:
قد يسبب DMSO بعض التهيج عند ملامسته للعينين، وبالتالي يجب الحرص على تجنب ملامسة العينين مباشرة. -
الغثيان أو تهيج الجهاز الهضمي:
عند تناوله عن طريق الفم، قد يعاني البعض من غثيان أو تهيج في الجهاز الهضمي. من المهم استشارة الطبيب قبل استخدام DMSO عبر الفم، خاصة إذا كانت هناك مشاكل هضمية سابقة.
فعالية DMSO في العلاجات الطبية
بحسب العديد من المراجعات المرضية، يصنف DMSO بدرجة عالية من الفعالية في علاج بعض الأعراض المؤلمة، حيث يمنح راحة سريعة وملحوظة. كما أن فعاليته في تسكين الألم والتقليل من الالتهابات في بعض الحالات المزمنة قد تكون مثيرة للإعجاب. وعلى الرغم من أن هناك نقصًا في الأدلة العلمية التي تدعم استخدام DMSO في جميع الحالات المرضية، فإن تجربة بعض المرضى تؤكد فاعليته في بعض الاستخدامات المحددة.
موافقة هيئة الغذاء والدواء (FDA) للاستخدامات الطبية لـ DMSO
على الرغم من أن DMSO حصل على الموافقة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للاستخدام كمساعد في علاج بعض الحالات الطبية مثل التهاب المثانة، إلا أنه لا يزال يعتبر مادة غير معتمدة رسميًا لعلاج العديد من الحالات الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو الألم المزمن. وبالتالي، يظل استخدامه في هذه الحالات على مسؤوليته الشخصية للمريض.
عدد مرات الوصف والانتشار
وفقًا للتقارير الطبية، يتم وصف DMSO في حالات قليلة نسبيًا، حيث تم وصفه حوالي خمس مرات فقط في بعض الحالات الميدانية والتجريبية. ولكنه لا يزال يحظى بشعبية لدى بعض المرضى الذين يبحثون عن حلول بديلة وفعالة للتخفيف من الألم والالتهابات.
الخلاصة
على الرغم من أن ديميثيل سلفوكسيد (DMSO) ليس من الأدوية المعتمدة رسميًا لجميع الاستخدامات الطبية، إلا أنه أثبت فعاليته في بعض الحالات التي يعاني منها المرضى، مثل الألم والالتهابات. يمكن أن يكون له تأثير سريع وملحوظ، خاصة في حالات مثل وجع الأسنان، القروح الباردة، وأحيانًا في تقليل ضغط الدم. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامه بحذر ويجب أن يتم استشارة الطبيب قبل استخدامه في حالات معينة.