دول الجوار الكبرى للعراق

أكبر الدول العربية التي تجاور العراق

العراق، بوصفه دولة تقع في قلب منطقة الشرق الأوسط، يمثل محورًا استراتيجيًا بين العديد من الدول العربية. يحد العراق من عدة جهات بعض من أكبر وأهم الدول في العالم العربي، سواء من حيث المساحة أو تأثيرها السياسي والاقتصادي في المنطقة. في هذا المقال، سوف نتناول أكبر الدول العربية التي تجاور العراق، مع التركيز على خصائصها الجغرافية والاقتصادية، وأهمية العلاقات بينها وبين العراق.

1. المملكة العربية السعودية

الموقع الجغرافي والمساحة
تقع المملكة العربية السعودية في جنوب العراق، وتعتبر أكبر دولة عربية من حيث المساحة. تمتد حدودها مع العراق لأكثر من 800 كيلومتر، وتشترك في عدة مناطق صحراوية تعكس طبيعة الأراضي التي تحد العراق في تلك الجهة. يتميز المناخ في تلك المنطقة بكونه حارًا جافًا في الصيف، بينما تكون درجات الحرارة أقل في الشتاء.

العلاقات بين العراق والسعودية
تعتبر العلاقات بين العراق والسعودية تاريخية ومعقدة في بعض الأحيان. ففي الماضي، شهدت العلاقات بين البلدين توترات نتيجة لاختلافات سياسية، خاصة في فترات حكم نظام صدام حسين، وكذلك بعد غزو العراق للكويت في عام 1990. على الرغم من تلك التوترات، فإن المملكة العربية السعودية تعد من أهم الشركاء التجاريين للعراق، خاصة في مجال الطاقة.

في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين تحسنًا تدريجيًا بعد سقوط النظام العراقي في 2003. قام الجانبان بتوقيع العديد من الاتفاقات التجارية والاقتصادية، بما في ذلك فتح الحدود أمام حركة التجارة والمواطنين. السعودية تسعى إلى تعزيز دورها في العراق من خلال مشاريع استثمارية كبيرة، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية.

الاقتصاد والتأثير الإقليمي
المملكة العربية السعودية تعتبر أكبر اقتصادات المنطقة بفضل احتياطياتها الضخمة من النفط والغاز الطبيعي. هذه الموارد تجعل منها لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمي. وتعتبر العراق، بموارده النفطية، جارة مهمة للمملكة من حيث التعاون في قطاع الطاقة.

2. سوريا

الموقع الجغرافي والمساحة
تقع سوريا إلى الغرب من العراق، وتشترك في حدود طويلة تمتد لأكثر من 600 كيلومتر. تشترك كل من سوريا والعراق في العديد من الخصائص الجغرافية مثل المناطق الصحراوية والجبال، إلا أن الجانب السوري يتمتع ببعض التنوع البيئي الذي يشمل السهول والجبال، خصوصًا في المناطق الشمالية الغربية.

العلاقات بين العراق وسوريا
مرت العلاقات بين العراق وسوريا بتقلبات كبيرة بسبب الظروف السياسية في كلا البلدين. في عهد نظام صدام حسين، كانت العلاقات بين البلدين قد تحسنت إلى حد كبير، حيث كانا حليفين سياسيين في مواجهة تهديدات الغرب. ومع ذلك، بعد عام 2003، وبعد اندلاع الأزمة السورية في 2011، تأثرت العلاقات بين البلدين بسبب اختلافات في مواقف الحكومتين تجاه الأزمات الإقليمية.

بالرغم من هذه التوترات، تبقى سوريا أحد شركاء العراق الاستراتيجيين في العديد من المجالات، خاصة في ما يتعلق بالتجارة والنقل. العراق يستخدم بعض الموانئ السورية لتصدير النفط، كما أن هناك تبادل تجاري كبير بين البلدين.

الاقتصاد والتأثير الإقليمي
تواجه سوريا تحديات اقتصادية هائلة بسبب الحرب المستمرة التي دمرت البنية التحتية وأثرت على الاقتصاد بشكل كبير. ومع ذلك، لا يزال للعراق دور مهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا، سواء من خلال مشاريع إعادة إعمار في المستقبل أو تبادل الطاقة والموارد.

3. إيران

الموقع الجغرافي والمساحة
إيران هي الدولة الكبرى التي تحد العراق من الشرق، وهي واحدة من أكبر دول المنطقة من حيث المساحة والسكان. تمتد حدود العراق مع إيران لأكثر من 1,400 كيلومتر، وهو ما يجعلها أكبر جارة للعراق في الجهة الشرقية. تتنوع التضاريس الإيرانية بين المرتفعات الجبلية في الشمال والسهول الصحراوية في الجنوب.

العلاقات بين العراق وإيران
تعتبر العلاقات بين العراق وإيران عميقة ومعقدة في آن واحد. تاريخيًا، مرت هذه العلاقات بفترات من التوتر والصراع، أبرزها الحرب العراقية الإيرانية التي دامت من 1980 إلى 1988. على الرغم من تلك الفترات العصيبة، فإن العلاقة بين البلدين شهدت تحولًا كبيرًا بعد عام 2003، وخاصة بعد سقوط النظام العراقي في عهد صدام حسين.

إيران اليوم تعد من أكبر حلفاء العراق السياسيين والاقتصاديين، خاصة في ظل الوضع الحالي في العراق بعد الحرب على داعش. إيران تقدم دعمًا كبيرًا للحكومة العراقية في العديد من المجالات، من بينها الدعم العسكري، خاصة في محاربة التنظيمات الإرهابية، وكذلك الدعم السياسي عبر قنوات متعددة. في المقابل، العراق أصبح ساحة لتقوية النفوذ الإيراني في المنطقة.

الاقتصاد والتأثير الإقليمي
إيران تعتبر من أكبر اقتصادات المنطقة، وقد واجهت العديد من التحديات بسبب العقوبات الدولية. على الرغم من هذه العقوبات، لا يزال الاقتصاد الإيراني يلعب دورًا مؤثرًا في المنطقة، حيث تشترك إيران مع العراق في العديد من القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك النفط، حيث تعمد إيران إلى تصدير الطاقة عبر العراق إلى الأسواق العالمية.

4. الأردن

الموقع الجغرافي والمساحة
الأردن هو الجار الجنوبي الغربي للعراق، وتشترك الحدود بين البلدين في مسافة أقل من 200 كيلومتر. يتمتع الأردن بموقع جغرافي مميز بين العراق وفلسطين وسوريا، مما يجعل منه حلقة وصل استراتيجية في المنطقة. يعرف الأردن بمناخه الجاف والمعتدل، ويعتمد اقتصاده بشكل كبير على التجارة والخدمات.

العلاقات بين العراق والأردن
رغم صغر حجم الأردن مقارنة بدول أخرى مجاورة للعراق، إلا أن المملكة الأردنية الهاشمية كانت دومًا لاعبًا مهمًا في السياسة الإقليمية. تربط الأردن والعراق علاقات تاريخية عميقة، وتمثل الحدود المشتركة بينهما نقطة تلاقٍ تجاريًا مهمًا، حيث يمر العديد من خطوط النقل والأنابيب بين البلدين.

الاقتصاد والتأثير الإقليمي
يعد الاقتصاد الأردني من الاقتصادات المتوسطة في المنطقة، حيث يعتمد بشكل كبير على القطاعات الخدمية مثل السياحة، إضافة إلى صادراته من المنتجات الزراعية والصناعية. ويسعى الأردن إلى تقوية علاقاته التجارية مع العراق من خلال مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة والبنية التحتية.

الخلاصة

تعتبر الدول التي تجاور العراق من أكبر وأهم اللاعبين في المنطقة، حيث ترتبط العراق بهذه الدول بعلاقات تاريخية وعميقة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. على الرغم من التحديات التي يواجهها العراق نتيجة للصراعات الداخلية والتوترات الإقليمية، فإن التعاون مع جيرانه يمثل أملًا مهمًا في تحقيق الاستقرار والتنمية.