دول أمريكا الجنوبية وعددها

عدد دول أمريكا الجنوبية: التاريخ والجغرافيا والاقتصاد

أمريكا الجنوبية هي قارة تقع في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وتعد واحدة من أكبر القارات من حيث المساحة وعدد السكان. تشتهر هذه القارة بتنوعها الجغرافي والثقافي، بالإضافة إلى أن لها تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد والسياسة العالمية. في هذا المقال، سوف نتناول عدد دول أمريكا الجنوبية بشكل مفصل، مع التركيز على تاريخ القارة، جغرافيتها، التنوع الثقافي، الاقتصاد، إضافة إلى التحولات السياسية التي شهدتها.

مقدمة عن أمريكا الجنوبية

تحد أمريكا الجنوبية من الشمال البحر الكاريبي ومن الشرق المحيط الأطلسي، بينما تحدها من الغرب والجنوب قارة أنتاركتيكا والمحيط الهادئ. قارة أمريكا الجنوبية تشتهر بتنوع بيئاتها الطبيعية من الغابات الاستوائية إلى الصحراء، من السهول الواسعة إلى الجبال الشاهقة.

يتنوع عدد دول أمريكا الجنوبية بمرور الوقت حسب التغيرات السياسية والحدودية التي شهدتها بعض دول القارة. ومع ذلك، في الوقت الراهن، تتألف القارة من 12 دولة مستقلة، إلى جانب بعض المناطق غير المستقلة التي تشارك في تشكيل ملامح القارة.

الدول المستقلة في أمريكا الجنوبية

كما ذكرنا سابقًا، هناك 12 دولة مستقلة في أمريكا الجنوبية. وهذه الدول هي:

1. الأرجنتين
   
   تعد الأرجنتين ثاني أكبر دول أمريكا الجنوبية من حيث المساحة. عاصمتها بوينس آيرس، وهي واحدة من أكبر المدن في القارة. تشتهر الأرجنتين بتراثها الثقافي الغني في مجالات مثل الموسيقى والرقص (خصوصًا التانغو) والرياضة، لا سيما كرة القدم. اقتصادها يعتمد بشكل أساسي على الزراعة والصناعات التحويلية.

2. البرازيل
   
   تعد البرازيل أكبر دولة في أمريكا الجنوبية من حيث المساحة وعدد السكان. عاصمتها برازيليا، وتعد مدينة ريو دي جانيرو من أهم مدنها السياحية. البرازيل تتمتع ببيئة طبيعية غنية، حيث تضم جزءًا كبيرًا من غابات الأمازون. تعتبر البرازيل أيضًا من أكبر اقتصادات العالم، ويعتمد اقتصادها على الزراعة، الصناعات الثقيلة، والخدمات.

3. شيلي
   
   تقع شيلي على طول السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية، وهي تشتهر بطبيعتها الخلابة التي تشمل الشواطئ والجبال الوعرة. عاصمتها سانتياغو. الاقتصاد في شيلي يعتمد بشكل رئيسي على التعدين، حيث تعد من أكبر منتجي النحاس في العالم.

4. كولومبيا
   
   عاصمتها بوغوتا، وتتميز كولومبيا بموقعها الاستراتيجي على السواحل البحرية لكل من المحيط الأطلسي والهادئ. تعتبر كولومبيا واحدة من أكبر منتجي القهوة في العالم، كما أن لديها صناعة كبيرة في مجالات النفط والزهور.

5. الإكوادور
   
   تقع الإكوادور على سواحل المحيط الهادئ، وهي دولة صغيرة لكنها غنية في تنوعها البيئي. عاصمتها كيتو، وهي تضم مجموعة من المعالم الطبيعية، مثل جزر غالاباغوس الشهيرة. الاقتصاد يعتمد بشكل كبير على النفط والمعادن.

6. الباراغواي
   
   دولة داخلية غير ساحلية في قلب أمريكا الجنوبية، عاصمتها أسونسيون. الاقتصاد يعتمد بشكل رئيسي على الزراعة، وتعد من أكبر منتجي فول الصويا في العالم.

7. بيرو
   
   تشتهر بيرو بثقافتها القديمة والمعروفة بالحضارات التي ازدهرت فيها مثل حضارة الإنكا. عاصمتها ليما، وتعد السياحة في المواقع الأثرية مثل ماتشو بيتشو من المصادر الرئيسية للاقتصاد. كما أن الاقتصاد يعتمد على التعدين، خصوصًا الذهب والنحاس.

8. أوروغواي
   
   دولة صغيرة تقع على السواحل الشرقية لأمريكا الجنوبية، عاصمتها مونتيفيديو. تعتبر أوروغواي واحدة من أكثر الدول استقرارًا سياسيًا في القارة، واقتصادها يعتمد بشكل كبير على الزراعة، خصوصًا على صادرات اللحوم والمنتجات الزراعية.

9. فنزويلا
   
   تقع فنزويلا على السواحل الشمالية لأمريكا الجنوبية، وعاصمتها كراكاس. تعتبر فنزويلا من أغنى دول القارة في الموارد الطبيعية، خصوصًا النفط، لكن البلاد عانت من أزمات اقتصادية وسياسية حادة في السنوات الأخيرة.

10. سورينام
    
    أصغر دولة في أمريكا الجنوبية من حيث المساحة، وعاصمتها باراماريبو. تعتبر سورينام دولة متنوعة عرقيًا، حيث تضم العديد من المجتمعات المختلفة. يعتمد الاقتصاد على الزراعة والمناجم.

11. غويانا
    
    تقع في الشمال الشرقي لأمريكا الجنوبية، وعاصمتها جورجتاون. غويانا غنية بالموارد الطبيعية مثل الذهب والألومنيوم، وتعتبر أحد الاقتصادات الصغيرة التي تعتمد على التعدين.

12. بوليفيا
    
    دولة غير ساحلية في غرب القارة، عاصمتها لاباز. تشتهر بوليفيا بتنوعها الثقافي واللغوي، وهي تمتلك العديد من الموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي والمعادن.

المناطق غير المستقلة في أمريكا الجنوبية

إضافة إلى الدول الـ12 المستقلة، هناك عدة مناطق غير مستقلة تتبع بعض الدول الكبرى، وتشمل:

1. جزر فوكلاند (تتبع المملكة المتحدة)
   
   هي مجموعة جزر تقع في جنوب المحيط الأطلسي، وتتنازع عليها المملكة المتحدة والأرجنتين.

2. غيانا الفرنسية (تتبع فرنسا)
   
   هي جزء من الأراضي الفرنسية الواقعة في قارة أمريكا الجنوبية، وتعد أكبر منطقة غير مستقلة في القارة.

التحولات السياسية في أمريكا الجنوبية

شهدت قارة أمريكا الجنوبية العديد من التحولات السياسية على مر العصور، حيث تأثرت بشكل كبير بالاستعمار الأوروبي. في القرن الـ19، بدأت الدول في أمريكا الجنوبية في تحقيق استقلالها عن الدول الاستعمارية الأوروبية. بداية من الأرجنتين في عام 1816، وصولاً إلى البرازيل التي نالت استقلالها في 1822. شهدت معظم الدول حروبًا وصراعات أهلية بعد الاستقلال نتيجة للحدود غير الواضحة والنزاعات على السلطة.

في العقود الأخيرة، تركزت العديد من التغيرات السياسية في عمليات التحول الديمقراطي والاقتصادي، خصوصًا في البلدان التي شهدت أنظمة استبدادية مثل الأرجنتين والبيرو، إضافة إلى الفترات العصيبة التي مرت بها بعض الدول مثل فنزويلا.

التنوع الثقافي واللغوي في أمريكا الجنوبية

تتميز أمريكا الجنوبية بتنوعها الثقافي، حيث يتعايش في هذه القارة العديد من الأعراق واللغات. من أبرز اللغات في القارة:

• الإسبانية: هي اللغة الرئيسية في معظم دول أمريكا الجنوبية باستثناء البرازيل.

• البرتغالية: هي اللغة الرسمية الوحيدة في البرازيل.

• الإنجليزية: تعتبر اللغة الرسمية في غويانا وسورينام.

• الهندية: تضاف إلى اللغات الرسمية في بعض مناطق بوليفيا.

إضافة إلى هذه اللغات، تحافظ بعض الشعوب الأصلية على لغاتهم وعاداتهم الخاصة.

اقتصاد أمريكا الجنوبية

تتمتع دول أمريكا الجنوبية باقتصادات متنوعة، حيث يعتمد بعضها بشكل كبير على الصناعات الثقيلة مثل النفط والغاز (كما هو الحال في فنزويلا والإكوادور)، بينما تعتمد أخرى على الزراعة مثل الأرجنتين والبرازيل. كما أن هناك دولًا مثل البرازيل وكولومبيا التي تتمتع بنمو صناعي كبير في مجالات مثل صناعة السيارات والمعدات الكهربائية.

تعتبر تجارة الحبوب وفول الصويا من أهم السلع التي تصدرها دول مثل البرازيل والأرجنتين، في حين أن بلدانًا مثل بيرو تعد من أكبر مصدري المعادن كالذهب والنحاس.

خاتمة

أمريكا الجنوبية ليست مجرد قارة تضم 12 دولة فقط، بل هي مجموعة متنوعة من الثقافات والتاريخ والجغرافيا، وما يعكسه التنوع في طبيعتها الاقتصادية والسياسية. يتضح من خلال هذه الدراسة أن قارة أمريكا الجنوبية تشهد تطورًا مستمرًا رغم التحديات التي تواجهها، مما يجعلها واحدة من أبرز القارات في العالم من الناحية الجغرافية والسياسية.