دليل نظام التوثيق APA

نظام التوثيق APA

نظام التوثيق APA، الذي يُعرف اختصاراً بـ APA، هو أحد أنظمة الاستشهاد الأكاديمي التي وضعتها جمعية علم النفس الأمريكية (American Psychological Association). يُستخدم هذا النظام بشكل واسع في مختلف المجالات الأكاديمية، خاصة في العلوم الاجتماعية، مثل علم النفس، وعلم الاجتماع، والتعليم، وعلم الإنسان. يعتمد هذا النظام على مجموعة من القواعد والآليات التي تهدف إلى تنظيم طريقة تقديم المصادر والبيانات التي تم الاستعانة بها في الأبحاث العلمية. يعد نظام APA من الأنظمة الموثوقة التي تساهم في تحسين مصداقية البحث العلمي ووضوحه، من خلال تحديد كيفية عرض المراجع داخل النص وخارجه.

مكونات نظام التوثيق APA

يتكون نظام التوثيق APA من عدة عناصر رئيسية تتعلق بتوثيق المصادر في الأبحاث والكتب الأكاديمية. يتضمن هذا النظام توجيهات متعلقة بكيفية الاستشهاد بالمصادر داخل النص، وفي قائمة المراجع، وأيضاً كيف يتم التنسيق العام للمستند الأكاديمي. هناك طريقتان رئيسيتان لتوثيق المصادر وفقاً لنظام APA: الأول هو التوثيق داخل النص، والآخر هو قائمة المراجع.

1. التوثيق داخل النص

يتم توثيق المصادر داخل النص وفقاً لطريقة خاصة تُعرف بـ نظام الاستشهاد بالمؤلف وتاريخ النشر. هذه الطريقة تقتضي أن يتم ذكر اسم المؤلف وتاريخ نشر المصدر بين قوسين مباشرة بعد الإشارة إلى المصدر في النص. على سبيل المثال، عند الإشارة إلى دراسة قام بها كاتب في عام 2020، يجب أن يكون الاستشهاد على النحو التالي:

• (الاسم الأخير للمؤلف، سنة النشر).

• مثال: (المرزوقي، 2020).

إذا كان هناك أكثر من مؤلف، فيتم وضع علامة الفاصلة بين أسماء المؤلفين، مع استخدام علامة “&” في حالة ذكرهم داخل النص. مثلاً:

• (المرزوقي & العتيبي، 2020).

وفي حالة الاستشهاد بمصدر يضم أكثر من ثلاثة مؤلفين، يتم استخدام الاسم الأخير للمؤلف الأول متبوعاً بـ “et al.” (أي “وآخرون”)، كما في المثال التالي:

• (المرزوقي et al., 2020).

2. قائمة المراجع

في نهاية البحث أو المقال، يجب وضع قائمة المراجع التي تحتوي على كافة المصادر التي تم الاستشهاد بها في النص. يتم تنسيق هذه القائمة وفقاً لترتيب الأبجدية حسب الاسم الأخير للمؤلف، مع استخدام مسافة بادئة مكونة من 5 مسافات قبل السطر الثاني في كل مرجع.

تعتمد قائمة المراجع في نظام APA على مجموعة من القواعد الدقيقة المتعلقة بطريقة كتابة المعلومات المختلفة مثل اسم المؤلف، وتاريخ النشر، وعنوان العمل، والناشر، وغيرها. فيما يلي كيفية تنسيق بعض أنواع المراجع الأكثر شيوعاً في نظام APA:

أ. كتاب

عند الاستشهاد بكتاب، يتم اتباع الصيغة التالية:

• اسم المؤلف، أولاً ثم اسم العائلة. (سنة النشر). عنوان الكتاب. الناشر.

• مثال:

  • العتيبي، أحمد. (2020). دراسات في علم النفس الاجتماعي. دار النشر الحديثة.

ب. مقال علمي في مجلة أكاديمية

عند الاستشهاد بمقال علمي، يتم اتباع الصيغة التالية:

• اسم المؤلف، أولاً ثم اسم العائلة. (سنة النشر). عنوان المقال. اسم المجلة، رقم المجلد (رقم العدد)، صفحات المقال.

• مثال:

  • السالمي، محمد. (2019). التحليل النفسي للأزمات في مرحلة المراهقة. مجلة علم النفس التطبيقي، 15(3)، 45-67.

ج. مصدر إلكتروني (موقع إنترنت)

عند الاستشهاد بمصادر من الإنترنت، يجب توثيق الرابط مباشرة بعد ذكر تاريخ الوصول:

• اسم المؤلف، أولاً ثم اسم العائلة. (سنة النشر). عنوان المقال أو الصفحة. اسم الموقع. الرابط

• مثال:

  • القحطاني، فهد. (2021). التعلم عن بُعد في زمن الجائحة. موقع التعليم الإلكتروني. https://www.eduonline.com

3. التوثيق للمصادر الثانوية

في حالة الاستشهاد بمصدر لم يتم الوصول إليه مباشرة، وإنما تم الاستشهاد به عبر مصدر آخر، يجب ذكر ذلك بشكل واضح. يتم استخدام عبارة “كما نقلها” للإشارة إلى المصدر الأول، مع ذكر المصدر الذي تمت الإشارة إليه.

تنسيق البحث وفقاً لنظام APA

نظام APA لا يقتصر على توثيق المصادر فقط، بل يمتد ليشمل التنسيق العام للبحث أو المقال الأكاديمي. عندما يتم كتابة بحث باستخدام هذا النظام، يجب أن يتم اتباع بعض القواعد الأساسية المتعلقة بالتنسيق مثل:

1. الخط وحجمه: يجب استخدام خط Times New Roman بحجم 12 نقطة.

2. التباعد: يجب أن يكون التباعد بين الأسطر مزدوجًا (Double Spacing) في جميع أجزاء البحث.

3. الهوامش: يجب أن تكون الهوامش من جميع الجوانب 1 بوصة (2.54 سم).

4. الصفحات: يجب ترقيم الصفحات في الزاوية العلوية اليمنى، بدءاً من الصفحة الأولى التي تحتوي على العنوان.

5. العناوين: يتم استخدام تنسيق خاص للعناوين المختلفة حسب مستواها في البحث. يتم تصنيف العناوين إلى خمسة مستويات.

6. عنوان الصفحة: يجب أن تتضمن الصفحة الأولى عنوان البحث، واسم المؤلف، واسم المؤسسة، مع ذكر المقرر الدراسي (إن وُجد).

التحديثات الأخيرة في نظام APA

في الآونة الأخيرة، طرأت عدة تغييرات على نظام APA في نسخته السابعة، التي تم إصدارها في عام 2019. أبرز هذه التغييرات شملت:

• تعديل طريقة الاستشهاد بالمصادر الإلكترونية.

• توجيه التوصية بعدم الحاجة لكتابة مكان نشر الناشر في المصادر.

• تسهيل استخدام اختصارات et al. في الاستشهادات داخل النص للأبحاث التي تشمل أكثر من ثلاثة مؤلفين.

• تبسيط بعض القواعد المتعلقة بالخطوط وتنسيق العناوين.

أهمية نظام APA في الأبحاث الأكاديمية

من أهم مميزات نظام APA أنه يُسهل توثيق المصادر ويضمن مصداقية البحث. من خلال الاستشهاد الدقيق بالمراجع والمصادر، يتمكن الباحثون من تقديم الأدلة التي تدعم أفكارهم بشكل موثوق. كما أن اتباع هذا النظام يعزز مصداقية العمل الأكاديمي ويجنب الباحث من الوقوع في انتحال الأفكار أو السرقة الأدبية. وبالتالي، فإن اتباع نظام APA يساهم في تحسين جودة الأبحاث العلمية، ويجعلها متوافقة مع المعايير الدولية المتعارف عليها.

التحديات التي قد تواجه الباحثين عند استخدام نظام APA

رغم أهمية نظام APA في توثيق المصادر الأكاديمية، فإنه قد يواجه بعض الباحثين صعوبة في تطبيق قواعده بدقة، خاصة في ظل التطورات المستمرة في طرق التوثيق الحديثة. من بين التحديات الأكثر شيوعاً:

1. تنسيق قائمة المراجع: يتطلب تحديد الترتيب الصحيح للمصادر وفقاً لقواعد النظام بعض الخبرة والتمرس.

2. الاستشهاد بالمصادر الإلكترونية: نظراً للتنوع الكبير في المصادر الإلكترونية، قد يواجه الباحث صعوبة في تحديد الشكل الصحيح للتوثيق.

3. التغييرات المستمرة: قد تكون بعض التحديثات في النسخ الأحدث للنظام غير واضحة تماماً للباحثين الجدد.

رغم هذه التحديات، فإن نظام APA يظل أحد الأنظمة الأكثر استخداماً وتطبيقاً في الأبحاث الأكاديمية، حيث يساعد في تنظيم العمل العلمي بشكل يتسم بالدقة والشفافية.

الختام

في الختام، يُعد نظام APA من الأنظمة الأساسية التي لا غنى عنها في الأبحاث العلمية، وخاصة في المجالات الاجتماعية والإنسانية. من خلال التوثيق الدقيق للمصادر وفقاً لهذا النظام، يمكن للباحثين تقديم أعمالهم الأكاديمية بثقة، والتأكد من أن عملهم يتماشى مع أعلى المعايير العلمية.