تأتينا هذه الأيام كثيرًا من التحديات والمتغيرات في عالم الأعمال والاقتصاد، ولذا يعتبر كتاب “دليلك إلى الرقابة الداخلية والخارجية في المصارف” الذي ألفه الدكتور نبيل حشاد، خبير مصرفي واقتصادي، بمثابة مصدر ذهبي لفهم وتحليل تلك التحديات والمفاتيح الأساسية لفعالية الرقابة المصرفية.
تُعَدُّ هذه السوق المصرفية، وخاصةً مع تطور الأنظمة المالية والتكنولوجيا المالية، من أكثر المجالات تعقيدًا وتحديًا في العصر الحديث. يأخذنا الكتاب في رحلة ممتعة وشيقة عبر أرجاء الرقابة الداخلية والخارجية في المصارف، حيث يقدم لنا الدكتور حشاد الجزء الخامس والأخير من موسوعة بازل-II، التي تُعَدُّ مرجعًا مهمًا للرقابة المصرفية.
في الصفحات الـ453 من هذا الكتاب، ينقلنا الكاتب إلى عالم المبادئ الأساسية للرقابة المصرفية الفعالة، حيث يتناول إطار أنظمة الرقابة الداخلية في المنظمات ويوضح منهجية تلك المبادئ. ومن خلال توضيح التطبيقات الفعالة في تعاملات البنوك مع مؤسسات ذات رافعة مالية عالية، يلقي الضوء على التحديات التي تواجهها البنوك في التعامل مع الرافعة المالية.
ولا يقتصر الحديث في هذا الكتاب على الجانب الداخلي فقط، بل يمتد ليشمل التدقيق الداخلي في البنوك وعلاقة المراقبين بمدققي الحسابات. يتناول الكتاب أيضًا العلاقة بين المراقبين المصرفيين ومدققي الحسابات الخارجيين، ما يسلط الضوء على التناغم الضروري بين هذه الجهات لضمان فعالية الرقابة.
ومع مرور الصفحات، نجد أنفسنا أمام دليل رقابي للتعامل مع البنوك الضعيفة، حيث يوضح الدكتور حشاد كيفية إدارة ورقابة الأنشطة المصرفية الإلكترونية عبر الحدود. وبما أن الكتاب يُلقي الضوء على وحدة الالتزام في البنوك، فإنه يسلط الضوء على أهمية تعزيز الحوكمة الفعالة للمنظمات المصرفية.
وختامًا، يشير الكتاب إلى أهمية قيام البنوك بالاستعلام اللازم عن العميل، ما يعكس تركيزًا على أهمية بناء علاقات قائمة على الشفافية والتبادل المعلوماتي بين البنوك وعملائها.
باختصار، يعد “دليلك إلى الرقابة الداخلية والخارجية في المصارف” للدكتور نبيل حشاد، إضافة قيمة للمكتبة الاقتصادية والمصرفية، حيث يقدم رؤية شاملة وعميقة لعالم الرقابة المصرفية ويزود القارئ بأدوات تحليلية قوية لفهم هذا القطاع المهم والحاسم في النظام المالي العالمي.