دليل استخدام قطرات العين الصحي

الاستخدام الصحيح لقطرات العين: دليل شامل

يُعتبر استخدام قطرات العين من الوسائل الشائعة في علاج مجموعة متنوعة من أمراض ومشكلات العين، سواء كانت حالات مؤقتة مثل جفاف العين أو تهيجها، أو أمراض مزمنة مثل الزرق (الجلوكوما)، أو للوقاية من العدوى بعد الجراحات العينية. وعلى الرغم من شيوع استخدام هذه القطرات، إلا أن الاستخدام الخاطئ لها قد يُضعف فعاليتها، أو يُسبب مضاعفات جانبية خطيرة. لذلك، من الضروري فهم الطريقة الصحيحة لاستخدام القطرات العينية وفقاً للمعايير الطبية الدقيقة.

في هذا المقال، سيتم التطرق بشكل علمي وموسع إلى كل ما يتعلق بالاستخدام الصحيح لقطرات العين، بدءًا من الأنواع المختلفة للقطرات، مرورًا بطريقة استخدامها، وبيان الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المرضى، وانتهاءً بالإرشادات الخاصة للفئات الحساسة مثل كبار السن والأطفال والحوامل.

أولًا: تصنيف قطرات العين حسب الاستخدام الطبي

قبل الخوض في طرق الاستخدام، من الضروري فهم الأنواع المختلفة لقطرات العين، حيث تختلف تركيبتها بحسب الهدف العلاجي:

ثانيًا: خطوات الاستخدام الصحيحة لقطرات العين

يؤكد أطباء العيون على أن فعالية القطرات تعتمد بشكل كبير على طريقة استخدامها. وفيما يلي الخطوات التفصيلية:

1. غسل اليدين جيدًا

من الضروري قبل التعامل مع العين أو الزجاجة غسل اليدين بالماء والصابون لتجنب نقل الميكروبات إلى العين.

2. رجّ الزجاجة (إذا دعت الحاجة)

بعض القطرات تحتوي على مواد قد تترسب، لذا يجب رجّ الزجاجة بلطف. يُنصح بمراجعة النشرة الدوائية لمعرفة ما إذا كانت هذه الخطوة ضرورية.

3. إمالة الرأس إلى الخلف

ينبغي الجلوس في وضع مستقيم، ثم إمالة الرأس إلى الخلف والنظر إلى الأعلى، ما يُسهل فتح الجفن السفلي وإنزال القطرة دون لمس سطح العين.

4. سحب الجفن السفلي

بواسطة السبابة، يتم سحب الجفن السفلي بلطف لتكوين “جيب” صغير تُقطر فيه الجرعة المحددة.

5. وضع القطرة دون لمس العين

يُقرّب القطّارة من العين بحيث تكون على بعد حوالي 2 سم، ثم تُضغط الزجاجة لإنزال قطرة واحدة فقط داخل الجيب. يجب تجنّب ملامسة القطّارة للعين أو الرموش، ما يقلل خطر العدوى.

6. إغلاق العين برفق

بعد التقطير، يجب إغلاق العين بلطف (دون عصرها) لمدة دقيقة إلى دقيقتين للسماح بامتصاص الدواء. يمكن الضغط برفق على الزاوية الداخلية للعين (قناة الدمع) لتقليل امتصاص الدواء في الدورة الدموية العامة.

7. مسح الفائض

إذا سالت كمية من القطرة خارج العين، تُمسح بلطف باستخدام منديل نظيف أو قطعة قطن دون فرك.

8. إعادة غلق الزجاجة

تُغلق الزجاجة مباشرة بعد الاستخدام بإحكام، مع تجنّب لمس الغطاء أو فوهة الزجاجة بالأصابع.

ثالثًا: تعليمات الاستخدام المتكرر وتعدد القطرات

في كثير من الأحيان يُوصف للمريض أكثر من نوع من القطرات، وفي هذه الحالة يجب اتباع الآتي:

• الانتظار بين القطرات: يجب الانتظار 5 إلى 10 دقائق بين كل نوع من القطرات لتجنب تداخل المواد الفعالة.

• عدم تجاوز الجرعة المحددة: الإكثار من القطرات لا يزيد من الفعالية بل قد يؤدي إلى تهيج العين.

• تحديد الأولوية: يُفضل البدء بالقطرات العلاجية ثم القطرات المرطبة إن وُجدت، لتجنب تخفيف تركيز العلاج.

رابعًا: الأخطاء الشائعة عند استخدام قطرات العين

رصدت الدراسات السريرية ومتابعات الصيدليات مجموعة من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المرضى:

• وضع أكثر من قطرة في آن واحد: العين لا تمتص إلا قطرة واحدة، والباقي يُهدر.

• نسيان غسل اليدين: يُعد من أكثر مسببات التهاب العين غير الجرثومي.

• عدم التأكد من تاريخ الصلاحية: استخدام قطرات منتهية الصلاحية يُسبب تهيجًا أو فقدان الفعالية.

• عدم رجّ الزجاجة في حال كانت معلقة: خصوصًا في القطرات التي تحتوي على مكونات عالقة مثل الستيرويدات.

• الاعتماد على القطرات المزيلة للاحمرار بشكل مفرط: هذه القطرات قد تسبب “الاحمرار الارتدادي” إذا استخدمت بشكل مزمن.

• مشاركة القطرات بين أكثر من شخص: هذا التصرف يُعد خطرًا ويُسهم في نقل العدوى البكتيرية أو الفيروسية.

خامسًا: احتياطات مهمة بحسب الفئات العمرية والحالات الخاصة

1. عند الأطفال

ينبغي استخدام القطرات الخاصة بالأطفال فقط، مع الانتباه إلى حجم الجرعة وتجنب المواد الحافظة التي قد تُسبب تهيجًا. غالبًا ما يُفضّل استخدام قطرات أحادية الجرعة لتجنب التلوث.

2. لدى كبار السن

يُعاني بعض كبار السن من ضعف في حركة اليد أو ضعف في الرؤية، مما يتطلب وجود مرافق أو استخدام أجهزة مساعدة مثل القطّارات ذات التوجيه الآلي.

3. أثناء الحمل والرضاعة

ينبغي مراجعة الطبيب المختص قبل استخدام أي قطرة خلال الحمل أو الإرضاع، حيث أن بعض الأدوية قد تعبر إلى الدورة الدموية وتؤثر على الجنين أو الرضيع.

سادسًا: كيفية حفظ القطرات العينية

تخضع قطرات العين لمعايير دقيقة من حيث التخزين لضمان فاعليتها:

• درجة الحرارة: تُخزن معظم القطرات في درجة حرارة الغرفة (15 – 25 درجة مئوية)، إلا أن هناك أنواعًا تتطلب الحفظ في الثلاجة.

• بعيدًا عن الضوء المباشر: بعض القطرات تتلف بفعل الضوء مثل تلك التي تحتوي على مشتقات البروستاغلاندين.

• مدة الصلاحية بعد الفتح: معظم القطرات يجب استخدامها خلال 28 يومًا بعد الفتح لتجنب التلوث البكتيري، حتى وإن لم تنتهِ صلاحيتها الرسمية المكتوبة على العلبة.

• عدم التجميد: تجميد القطرات يغير من خصائصها الفيزيائية ويُفقدها فعاليتها.

سابعًا: الآثار الجانبية المحتملة لقطرات العين

حتى مع الاستخدام الصحيح، قد تُسبب بعض القطرات أعراضًا جانبية تختلف حسب نوع المادة الفعالة:

• حرقة خفيفة أو لاذع مؤقت: أمر شائع بعد التقطير مباشرة، ويزول خلال دقائق.

• تشوش مؤقت في الرؤية: خصوصًا مع القطرات الزيتية أو الموسعة للحدقة.

• رد فعل تحسسي: كالحكة أو الاحمرار أو الانتفاخ، ويستلزم إيقاف الدواء فورًا.

• زيادة ضغط الدم أو خفقان القلب: في حالات نادرة مع قطرات الجلوكوما التي تحتوي على بيتا بلوكر.

• جفاف العين المزمن: نتيجة الاستخدام المفرط للقطرات المزيلة للاحمرار أو القطرات التي تحتوي على مواد حافظة بنسب عالية.

ثامنًا: بدائل القطرات العينية ومتى تُستخدم

في بعض الحالات، لا تكون القطرات الخيار المثالي، وتتوفر بدائل أخرى منها:

• الجيل أو المراهم العينية: تُستخدم في الحالات التي تتطلب تغطية أطول للعين.

• العدسات العلاجية المحتوية على أدوية: تُستخدم في التقرحات القرنية المزمنة.

• العلاج الفموي أو الحقن العيني: في الحالات المتقدمة مثل التهاب العنبية أو الشبكية.

المصادر

1. American Academy of Ophthalmology (AAO) – Clinical Guidelines for Eye Drop Usage

2. World Health Organization (WHO) – Essential Medicines for Eye Diseases