ما يُقال عند ذبح العقيقة

العقيقة من الشعائر الإسلامية التي تُستحب للمسلم عند ولادة مولود جديد، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، تُذبح ذبيحة تقربًا إلى الله تعالى تعبيرًا عن الشكر لله على نعمة الولد، وطلبًا للبركة والرزق له، ودفعًا للأذى عنه. وهي من العبادات التي تحمل معانٍ روحية واجتماعية عميقة، لذلك فإن معرفة ما يُقال عند ذبح العقيقة أمر مهم للغاية، لما له من أثر في قبول العبادة وقربها إلى الله عز وجل.

تعريف العقيقة وأهميتها في الإسلام

العقيقة لغةً تعني الذبح، وشرعًا هي ذبح شاة أو أكثر تعبيرًا عن الفرح بولادة الطفل، وقد ثبت في السنة النبوية أن العقيقة سنة مؤكدة، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مولود له عقيقة تذبح عنه يوم سابع، ويسمى، ويحلق رأسه».

وتدل العقيقة على شكر الله سبحانه وتعالى، وتُظهر محبة الوالدين وحرصهم على أن يكون ولدهم مباركًا من الله عز وجل.

تُذبح العقيقة في اليوم السابع من الولادة، وهذا اليوم يحمل خصوصية، حيث يشرع تسمية المولود وحلق رأسه، ويُقال أن هذا اليوم هو يوم الفرحة بقدوم حياة جديدة.

الأدعية والأقوال التي تُقال عند ذبح العقيقة

الحديث عن ما يُقال عند ذبح العقيقة يشمل جملة من الأدعية والأذكار التي ينبغي أن يلتزم بها المسلم، بحيث تُرفع القلوب وتُخضع النفس لله وحده، ويُطلب منه الرحمة والمغفرة والبركة للولد. يفضل أن تبدأ بكلام التوحيد والتنزيه لله عز وجل، وتنطق بالشهادتين، ثم تدعو بالخير للمولود، وتطلب من الله أن يجعل ذبيحة العقيقة سببًا في رفع البلاء، وجلب الرزق، وإبعاد الشر عنه.

من أشهر ما يُقال عند ذبح العقيقة:

1. بسم الله، والله أكبر
   
   يقولها الذابح تعبيرًا عن إخلاص الذبيحة لله وحده، وابتداءً بالذكر والتسبيح.

2. اللهم هذا عن عبدي/عبدتـك (اسم المولود) هديتك، وذبيحتك، وتقبلها منه برحمتك يا أرحم الراحمين
   
   وهو دعاء يوضح أن الذبيحة لله وحده، وأنها تُذبح تعبيرًا عن الطاعة والشكر، مع طلب القبول والرحمة.

3. اللهم اجعل هذه العقيقة شفاءً لولدنا من كل داء، ونجاةً له من كل شر، وبركةً في عمره، وارزقه من واسع فضلك
   
   دعاء يتضمن طلب البركة والصحة والسلامة للمولود، والرغبة في أن تكون العقيقة سببًا في حفظه من كل سوء.

4. اللهم اجعل هذا الذبح قربةً إليك، وارضَ عنا، وارزقنا من حيث لا نحتسب
   
   وهو طلب مباشر من الله تعالى أن يوفق العقيقة لأن تكون من القربات المقبولة، وأن يرضى عن الأهل.

5. اللهم بارك لنا في مولودنا واجعله من الصالحين القائمين بالحق، المتقين لربهم
   
   دعاء يتضمن الطلب بأن يكون المولود مباركًا في حياته وأن ينشأ على التقوى والصلاح.

هذه الأدعية وغيرها تُقال بقلب خاشع، وتركيز على المعاني الروحية التي تحملها العقيقة، ولا يقتصر الأمر على الكلمات فقط، بل يجب أن يكون القلب حاضرًا ومؤمنًا بما يُقال.

الحكمة من ذبح العقيقة

ذبح العقيقة ليس مجرد تقليد أو عادة اجتماعية، بل له أبعاد روحية وتشريعية واضحة. فالعقيقة تزرع في نفس المولود وأسرته مشاعر الامتنان لله، وتعمل على تقوية الروابط الاجتماعية من خلال توزيع اللحم على الأقارب والفقراء والمحتاجين، مما يرسخ روح التكافل والتعاون.

ومن الحكمة في العقيقة أنها تعبير عن التوسل إلى الله بالذبح والقرابين طلبًا للبركة والنجاة من المصائب، وهو من أسباب رحمة الله ورضاه، وهذا ما يحث عليه الشرع الكريم.

كيفية أداء العقيقة وفق السنة

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذبح شاتين للمولود الذكر، وشاة واحدة للمولود الأنثى، ويُفضل أن يكون الذبح في اليوم السابع من الولادة، وإذا تعذّر ذلك فيمكن تأجيله، لأن العقيقة سنة مؤكدة وليست واجبة.

كما ورد عن النبي أن اللحم يُوزع على الفقراء والمساكين، ويُستحب أن يؤكل منه في البيت وتقام به موائد تفرح العائلة.

الأدعية النبوية المتعلقة بالعقيقة

لم يرد في السنة النبوية نص محدد في الدعاء عند ذبح العقيقة، لكن الأحاديث تؤكد على أهمية التسمية وحلق الرأس، وذبح الأضحية، وقد نقل العلماء عن السلف الصالح أدعية يُستحب أن تُقال كما ذكرنا سابقًا، وتعبر عن جوهر المقصد من العقيقة، وهو شكر الله والتوسل إليه بالخير للولد.

أهمية النية الصادقة

النية في ذبح العقيقة هي الأساس في قبولها، فلو كان الذابح لا ينوي بها وجه الله سبحانه وتعالى، بل يريد رياءً أو سمعة، فإن هذا يقلل من ثواب العمل وربما يبطله. ولذلك يُشدد على أن يكون الذبح خالصًا لله وحده، ويُتلى عليه الأدعية التي تعبّر عن هذا التوحيد.

آثار العقيقة في حياة المسلم

العقيقة ليست مجرد ذبيحة مادية، بل تحمل أثرًا نفسيًا وروحيًا في الأسرة، حيث تشعر الوالدين بالراحة والاطمئنان على المولود، وتجعل الأهل يتقربون إلى الله، ويتذكرون عظمة الخالق وقدرته على النعمة. كما أن توزيع اللحم في العقيقة يخلق جوًا من المحبة والألفة بين الناس، ويعزز التكافل الاجتماعي.

الجدول التالي يوضح أهم النقاط المتعلقة بالعقيقة

مصادر ومراجع

1. الموسوعة الفقهية الكويتية – باب العقيقة وأحكامها.

2. الجامع الصغير للنسائي – حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن العقيقة.

تُعتبر العقيقة من السنن المحببة التي تنبع من فطرة المسلم في التعبير عن شكره لله، وتحقيق التكافل الاجتماعي، وبها يتم ترسيخ القيم الدينية والروحية والاجتماعية، لذلك فإن الاهتمام بما يُقال عند الذبح يعزز من قبول هذا العمل ويزيد من أجره وثوابه عند الله سبحانه وتعالى.