رواية “دروب سيتي” للكاتب تي. كوراغيسان بويل هي عمل استثنائي يظهر فيه بويل بمهارة فائقة كسرد قصصي، حيث يتجلى إتقانه وتقديمه للقصة بطريقة مختلفة تمامًا. قد يفاجئ بويل حتى أشد معجبيه بهذا العمل التاسع له، إذ يقدم لنا دراسة شخصية جادة ومكافحة، تعتبر من أكثر أعماله تميزًا وإشباعًا حتى الآن.
تقع أحداث الرواية في عام 1970، حيث قررت جماعة صغيرة في كاليفورنيا، تعيش أوضاعًا مالية صعبة، الانتقال إلى آخر حدود – الطبيعة القاسية في الداخل الألاسكي – في تجسيد نهائي للعودة إلى الأرض. يتناقض الرواية بين مجموعتين من الشخصيات: سيس هاردر وزوجته باميلا، وشبان وشابات آخرين من ألاسكا يعيشون في البرية، وإخوة وأخوات دروب سيتي، الذين، على الرغم من تفانيهم في السلام والحب الحر والحياة البسيطة، يجدون جماعتهم مزقة بفعل التوترات. ومع تصادم هاتين المجتمعتين، تتحول تحالفاتهم وتولد صداقات غير متوقعة وعداوات خطيرة، حيث يتصارع الجميع من أجل الأمور الأساسية في الحياة: الحب، والتغذية، وسقف يحمي من العوامل الخارجية.
لا تعد “دروب سيتي” هي ساخرة أو نظرة انتقادية إلى الستينيات، على الرغم من أنها تعرض فترة الزمن بصدق ووضوح لم يحققه أي كتاب آخر عن تلك الفترة. إنها رواية مدهشة، نظرة غنية وملؤها التلميحات، تلقي نظرة غير مشعة على أفكار جيل وتأثيرها على عالمنا الحديث المحول بشكل جذري. وفوق كل شيء، إنها رواية متغلغلة باللحن الشعري والسرد القاطع الذي اشتهر به تي. كوراغيسان بويل بجدارة.
الرواية من نوعية الأدب الروائي والأدب الأدبي، وصدرت عن دار النشر فيكينج آدلت في فبراير عام 2003، مما يضيف إلى قائمة الكتب التي تحمل في طياتها عمقًا وتأملات تفتح أفقًا جديدًا في عالم الأدب.