في “درع الجمهورية: البحرية الأمريكية في عصر الحرب الباردة والسلام العنيف 1945-1962″، يقوم مايكل ت. إيزنبرغ بتسليط الضوء على مؤسسة تاريخية هامة، وهي البحرية الأمريكية، خلال فترة الحرب الباردة. يُظهر “درع الجمهورية”، الذي يعد عملًا حاسمًا في هذه الفترة، مدى تحكمه في السرد والأسلوب، وهو أمر نادر في أعمال التاريخ الحديث.
يتناول الكتاب مواضيع رئيسية هي ظهور الدولتين العظميتين بين عامي 1945 و1962، وفحص التقنيات التي أنهت عصر الإبحار البحري وفتحت باب عصر جديد. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، واجه قادة البحرية عالمًا معدلًا بشكل كبير، ووجدوا، مثل بقية الشعب الأمريكي، أن التكيف مع السنوات المريرة والمليئة بالشكوك في الخمسينات كان تحديًا صعبًا ومربكًا.
حرب كوريا، التي خوضت بشكل كبير باستخدام معدات الحرب العالمية الثانية، حسمت الكثير من الجدل حول الأدوار والقدرات البحرية الجديدة، وشددت على طبيعة بَكْس أميريكانا، والتي، بغض النظر عما يعنيه العبارة من جوانب أخرى، كانت تعني الهيمنة البحرية الأمريكية على محيطات العالم، وهي هيمنة عسكرية وصلت إلى نهايتها المرعبة خلال أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962.
“درع الجمهورية” هو قصة ملحمية تغطي هذه السنوات السبعة عشرة المثيرة بعد استسلام اليابان، وهي الفترة التي كافحت فيها البحرية للعثور على موقفها الاستراتيجي في ظل القنبلة الذرية، وفي تضاريس المنافسة بين الخدمات العسكرية، وسط واقع مخيف لصراع القوى العظمى. قاد قادة البحرية، من الصارم إيرنست كينغ إلى اللامع فورست شيرمان إلى القائد القوي أرلي بيرك، معركة للحفاظ على خدمتهم الحبيبة على مسار مستقيم، في حين يتغير تكوينها لمواجهة المشاكل العديدة والغير متوقعة للعصر الجديد.
على عكس العديد من تاريخيات البحرية التي تعتبر البحرية مجرد فرعًا للعلاقات الدولية الأمريكية، يفحص “درع الجمهورية” البحرية من الداخل إلى الخارج، ومن الأسفل إلى أعلى. يولي اهتمامًا خاصًا للتسارع التكنولوجي البحري السريع والمربك، من الغواصة النووية الباليستية إلى المدمرة التي تطلق الصواريخ إلى عجائب الطائرات النفاثة فائقة الصوت، وهو في هذه الوصفات حيث يرتفع لغة إيزنبرغ. يتلقى الرجال الذين عملوا مع هذه التكنولوجيات الرائعة معاملة كاملة، من أصغر الجنود إلى أعرف الأدميرالات، من النساء اللاتي كانن لعقود محدودات إلى أقوى القادة السياسيين، مثل هاري ترومان (الذي كان يحب البحارة ولكنه كان يشك في معظم الأدميرالات)، وجون كينيدي (الذي كانت مغامراته البحرية الحربية المشهورة قليلة مقارنة بما تم تضخيمه).
وأينما قطعت أقواس البحرية في عصر الحرب الباردة، جلبت معها بالضرورة الهيمنة الاقتصادية الأمريكية – ثقة الأمة الوحيدة التي خرجت من الحرب العالمية تقريبا دون أذى. النطاق العالمي الفريد لهذه البحرية في عصر الحرب الباردة يعني أن أول تجربة للعديد من الأجانب مع الأمريكية كانت غالبًا ما تكون باللون الأزرق والذهب. باستخدام البحرية كرمز مناسب للسياسة الخارجية الأمريكية خلال هذه السنوات، قام مايكل ت. إيزنبرغ بإنشاء ملحمة ضخمة، عمل دائم، سيكون محل تقدير من قبل الخبراء البحريين والقراء العاميين على حد سواء.