في كتابه “على درب المدينة؛ هموم وأحلام”، يأخذنا الكاتب عبدو القاعي في رحلة فكرية ممتعة وعميقة تتناول المواطنية والمدنية والشأن العام بأسلوب يتسم بالتحليل الدقيق والتفكير النقدي العميق.
في محاولته للتعرف على ما إذا كانت الهموم تسبق الأحلام أم العكس صحيح، يقدم القاعي تساؤلات فلسفية تتعلق بطبيعة الإنسان وتطوره الاجتماعي والثقافي عبر التاريخ. يستعرض الكاتب كيف أن المجتمعات البشرية عبر العصور قد تحولت من التمدن البدائي إلى بناء المدن والحضارات، وكيف أن الحلم ببناء المدينة الكبيرة والمتطورة كان دافعًا للإنسان لتحقيق ذلك الهدف.
يتناول الكتاب أيضًا الثقافات المختلفة التي يجب تعميقها وتثبيتها في النفوس والممارسات لبناء ثقافة المدينة والمواطنية. يركز الكاتب على أهمية تشجيع حس المدينة في النفوس وتعزيز روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع، مما يساهم في تحقيق الحلم الإنساني الأكبر.
ومن خلال استعادة الذاكرة وتجارب ملموسة، يقدم الكاتب نماذج عملية لتنظيم الشأن العام وتحقيق الخير العام، حيث يسعى لضمان مشاركة مختلف شرائح المجتمع في صنع القرارات وإدارة المنشآت الضرورية لتلبية احتياجات الجميع بالتساوي.
بفضل تحليله العميق ورؤيته الواعية، يضع القاعي قواعد ومعايير جديدة لبناء ثقافة المدينة وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. إن هذا الكتاب يمثل مرجعًا مهمًا للباحثين في مجالات الفلسفة والعلوم الاجتماعية، ويعتبر مصدر إلهام لكل من يسعى لفهم تحولات المجتمعات البشرية وبناء مستقبل أفضل للجميع.