في كتابها الرائع بعنوان “أوروبا والوطن العربي”، استطاعت الكاتبة نادية مصطفى أن تقدم للقارئ دراسة شاملة حول سياسات القوتين الأعظم، والصراع الذي يتجلى بينهما حول العالم الثالث، مع التركيز الخاص على المنطقة العربية. يتميز هذا الكتاب بالاهتمام الفائق الذي يوليه لفهم تلك السياسات في سياق اختلاف المناطق الجغرافية وتأثيرها على الواقع العربي.
تنقل الكاتبة ببراعة بين أبعاد الدراسة، حيث تقدم للقارئ نظرة شاملة حول سياسات القوى العظمى وكيف أثرت على مختلف مناطق العالم الثالث، بما في ذلك العالم العربي. يبرز الكتاب بشكل خاص أهمية دراسة القوى الكبرى وتأثيرها في المنطقة العربية، ويضع تحليله في سياق واسع يتناول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
تعد المنطقة العربية من أهم النظم الإقليمية الدولية التي تطرقها الكتاب، حيث يقدم نادية مصطفى رؤية استثنائية لدور الدول والقوى الثانوية في هذه المنطقة. تتخذ الكاتبة من السياسة الدولية محوراً لبحثها، مشددة على العلاقات الرئيسية بين القوى العظمى وتأثيرها على مسارات التطور في الوطن العربي.
يتميز الكتاب بغزارة المعلومات، حيث يمتد على 367 صفحة، ويقدم تاريخ النشر في عام 1986 من قبل مركز دراسات الوحدة العربية. يأخذ القارئ في رحلة مثيرة عبر الأحداث والتحولات التي شهدها العالم العربي، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل مهتم بالشؤون السياسية والدولية.
يتسم الكتاب بتقديم وجهة نظر فريدة وعميقة تتجاوز النظرة السطحية لدور الدول والقوى الثانوية، مما يجعله ليس مجرد مصدر للمعلومات ولكن أيضاً أداة تحليلية تفتح أمام القارئ أفقاً جديداً لفهم العلاقات الدولية والديناميات السياسية في المنطقة العربية. يتمتع الكتاب بغلاف ورقي جذاب يعكس أهمية وجوده في مكتبة كل باحث ومتابع لتطورات الساحة السياسية الدولية.