في “دراسات في الفقه المقارن” للمؤلف محمد سمارة، يتناول الكتاب بعمق وتأمل قضايا الفقه المقارن، مستعرضًا في طيات صفحاته مفاهيم وآراء عديدة يتبناها الفقهاء في محاولة لفهم وتحليل القضايا الشرعية بروح من التفكير النقدي والتأمل العميق. يبدأ المؤلف رحلته الفكرية ببساطة وتواضع، مبديًا الشكر والحمد لله الخالق الذي أبدع وقدر كل شيء بتقديره السامي.
يشير سمارة إلى تفرد الإنسان بالحجي واستخلافه في الأرض، مما يضفي على الفهم الديني بُعدًا إنسانيًا. يجسد الكتاب الاحترام والتبجيل للرسالة الإسلامية، حيث يتغنى بسيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بالصلاة والسلام. تنسجم هذه العبارات بتناغم مع الأجواء الروحانية التي يتناولها الكتاب.
من خلال صفحاته الـ287، يستكشف المؤلف عالم الفقه المقارن بأسلوب يمزج بين العمق العلمي والسهولة في التعبير، حيث يستخدم لغة فصيحة تشد القارئ نحو فهم أعماق المواضيع المتناولة. يسعى سمارة إلى الوصول إلى الحقيقة من خلال اجتهاده الفقهي، ويتجلى ذلك في التحليلات الدقيقة التي يقدمها للمسائل الفقهية المتنوعة.
عام 2001، أضافت دار الثقافة للنشر والتوزيع هذا العمل الرائع إلى مجموعة إصداراتها. ويأتي الكتاب مغلفًا بغلاف كرتوني يعكس الاهتمام بالتفاصيل وجودة التقديم. يندرج هذا الكتاب تحت فئة الفنون، وتحديدًا تحت فرع النقد الفني، مما يعزز من أهمية مضمونه ويجعله مرجعًا قيمًا في هذا المجال.
في ختام القراءة، يظهر “دراسات في الفقه المقارن” بوصفه مساهمة قيمة في فهم القضايا الفقهية بروح من التفكير العميق والنقد الفني. يجسد الكتاب التفرد في التفكير والبحث عن التوازن بين التقاليد الدينية والحاضر، مما يمنح القارئ فرصة لاكتساب رؤى جديدة وفهم أعمق لعلوم الفقه المقارن.