“خمسة أرباع من البرتقال” هو عمل أدبي استثنائي يتحدث عن قصة لا تُنسى عن الأمهات والبنات، وعن الماضي والحاضر، وعن المقاومة والاستسلام. يأتي هذا الكتاب كمتابعة لرواية “شوكولا” التي حظيت بنجاح كبير وانتقادات موجّهة لصاحبتها، جوان هاريس. في “خمسة أرباع من البرتقال”، تقدم هاريس عملاً أكثر تعقيداً وتطوراً، محملاً بالظلام والفرح العنيف، متناولة قصة غنية عن التضارب بين المتعة والقمع.
عندما تعود فرامبواز سيمون إلى قرية صغيرة على ضفاف نهر اللوار، لا يتعرف عليها السكان المحليون كابنة المرأة السيئة السمعة التي يعتبرونها المسؤولة عن مأساة وقعت خلال فترة الاحتلال الألماني منذ سنوات. لكن الماضي والحاضر متشابكان بشكل لا يمكن فصله، خاصة في دفتر الوصفات والذكريات الذي ورثته فرامبواز عن والدتها. وسرعان ما ستدرك فرامبواز أن اليوميات تحتوي أيضًا على المفتاح للمأساة التي خلَّفت بصمتها على تلك الصيفية التي كانت فيها في التاسعة من عمرها.
تنقل القصة ببراعة بين الزمان والمكان، ممزوجة بالوصف الشديد الجمال والعمق النفسي، لتقدم رواية تتحدث عن الجوانب الغامضة للعلاقات الإنسانية، وتسلط الضوء على تأثير الماضي على الحاضر. الكتاب يتحدث بلغة القلب والذكاء عن التوترات بين الأم وابنتها، وكيف يمكن للذكريات أن تشكل وتؤثر في مجريات حياتنا.
“خمسة أرباع من البرتقال” هو عمل أدبي استثنائي يستحق القراءة، يتيح للقارئ فرصة للغوص في أعماق نفسية شخصياته، والتعرف على تداخل الأحداث والأفكار في عالم مليء بالغموض والجمال الروحي. تجربة أدبية تمتع القلب والعقل، وتشعرك بالانتماء إلى عالم تخيلي مليء بالمشاعر والأحداث التي تبعث الحياة في كل صفحة من صفحاتها.
هذا الكتاب، الذي أبصر النور تحت اسم هاربر بيرينيال في يونيو عام 2002، يندرج تحت فئة الأدب الروائي والنفسي، ويثير الكثير من التأملات حول الهويات والعلاقات والذاكرة، مما يجعله قطعة أدبية فريدة وقيمة لكل من يبحث عن قصة تتسلل إلى عمق الروح وتستحضر الكثير من الأفكار والمشاعر.