الفنان الراحل خالد سامي، رمز للدراما الكوميدية السعودية، قدم خلال مسيرته الفنية الطويلة التي امتدت لأكثر من 40 عامًا، باقة من الأعمال الفنية المتنوعة التي أثرت في المشهد الفني العربي. وُلد خالد حمد الدسماني في بريدة في ديسمبر 1961، ومنذ الصغر برزت موهبته الفنية الاستثنائية، حيث انضم إلى الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الثمانينيات.
كانت بدايته على خشبة المسرح، حيث لفتت مشاركته في إحدى المسرحيات الانتباه إلى مهاراته الفنية، وتواصل مع المخرج محمد الكنهل فتحقق له الفرصة في عدة أعمال مسرحية. دخل عالم التلفزيون في منتصف الثمانينيات من خلال مشاركته في المسلسل المصري “بوابة متولي” عام 1985، حيث كانت بداية نجاحه في مجال الدراما.
التسعينيات شهدت انطلاقته الفعلية، حيث قام بتقديم أعمال بارزة مثل مسلسل “خروج من الدائرة” عام 1992 و”طاش ما طاش” الذي عكست فيه مواهبه الفنية المتعددة. كان سامي يتميز بإلمامه باللهجة المصرية، مما جعله يشارك في أعمال فنية في مصر وسوريا والكويت، مما أسهم في تعزيز مكانته الفنية.
كان خالد سامي شخصية متعددة المواهب، إذ حاز على درجة الماجستير في الإخراج من جامعة كولورادو في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى تأليفه وإخراجه لعدة أعمال فنية، كان له أثر واضح في عدة ميادين فنية.
رغم مشواره الطويل والناجح، تعرض خالد سامي لتحديات صحية جسيمة ابتداءً من عام 2019، حيث نجح في تحقيق إنجازات فنية رغم مرضه. لكن المرض انتشر في جسده في العام 2020، وألزمه الفراش حتى لحظة وفاته عن عمر يناهز الستين عامًا، وذلك بعد معركة شجاعة مع مرض لم ينهزم أمام عزيمته وعطائه الفني.
المزيد من المعلومات
الفنان الراحل خالد سامي، برغم أنه انطلق في عالم الفن من خلال المسرح والتلفزيون، إلا أنه قدّم أيضًا إسهامات ملحوظة في ميدان السينما. ساهم سامي في عدة أفلام سينمائية، حيث أبرزت موهبته التمثيلية الفريدة. ومن بين أعماله السينمائية البارزة يمكن ذكر فيلم “حارة حريك” الذي أطلق في عام 2005، والذي شهد نجاحًا كبيرًا وحقق إعجاب الجماهير.
كما أثبت خالد سامي نفسه ككاتب ومخرج، حيث قام بتقديم عدة أعمال فنية من إنتاجه وإخراجه، وتأليفها، مما أضاف بعدًا جديدًا إلى مسيرته الفنية المتنوعة. تألق سامي في تنوع أدواره، حيث جسد شخصيات كوميدية ودرامية ببراعة، مما جعله يحظى بتقدير الجمهور والنقاد على حد سواء.
لا يمكن تجاهل إسهامات خالد سامي في تعزيز الفن السعودي والخليجي على الساحة العربية. كان له تأثير كبير في تطوير الدراما الكوميدية العربية وفتح المجال لظهور مواهب جديدة في هذا النطاق.
تاريخ وفاته في عام 2021 يمثل فقدانًا كبيرًا للمشهد الفني العربي، ويظل إرثه الفني حيًا من خلال الأعمال التي قدمها والتي ستظل تلهم وتسلي الجماهير للأجيال القادمة.