في زمننا الحالي الذي تكاثرت فيه المعلومات واتسعت دائرة الحديث عن الحياة الجنسية، يظهر كتاب “حياتنا الجنسية” للكاتب صبري القباني كمصدر قيم ورائد في فهم تلك الجانب الحيوي والحساس من حياتنا. يتناول الكتاب بشكل ممتع وشيق موضوعات تتنوع بين الجهل الذي يعاني منه البعض منا، وبين الإباحة التي تخطو خطواتها بثقة في مجتمعنا.
تتراوح قصة الحياة الجنسية بين التجاذب والصراع، حيث يتلاقى جهل المتزمتين مع إباحة المستهترين، ويتناول الكتاب هذا التناقض بأسلوب يمزج بين الكتمان والكشف. يبدو أن صبري القباني قد استعان بمداده ليقدم للقارئ رؤية متوازنة تتفادى الانجراف نحو أي طرف من الطرفين، بل تسعى إلى إيجاد نظام علمي يريح خاطر الجيل ولا يجرح وجدانه.
تتجلى قيمة الكتاب في رفضه للمهيجات الرخيصة التي يتلعثم فيها البعض منا، حيث يسعى القباني لتقديم رؤية مستنيرة تتجاوز السطح وتتناول قضايا الحياة الجنسية بشكل شامل. يتجلى ذلك في اهتمامه بمصلحة أبناء المجتمع، سواء كانوا فتيانًا أو فتيات.
صفحات الكتاب البالغ عددها 236 صفحة تعكس تركيز القباني على تقديم محتوى غني ومتعمق. صدر الكتاب في عام 2009 عن دار العلم للملايين، وهذا يُظهر الاهتمام الدائم لدى الناشر بتقديم محتوى متميز في ميدان الأسرة والطفل.
غلاف الكتاب الورقي يعكس اهتمام الناشر بتقديم منتج جذاب وجميل من الناحية الجرافيكية، مما يضفي جاذبية إضافية على العمل ويشجع القارئ على استكشاف مضمونه.
في فئة الأسرة والطفل، وبالتحديد في فرع التربية الجنسية، يتميز هذا الكتاب بأنه إضافة قيمة للمكتبة العربية. يستحق الكتاب أن يكون مصدرًا مرجعيًا لفهم أعمق لجوانب الحياة الجنسية، بما يتناسب مع متطلبات وتطلعات الجيل الحالي والأجيال القادمة.