أقوال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: الحكمة التي شكلت الإمارات
يُعتبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، المؤسس الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد ترك إرثًا عظيمًا من الأقوال والحكم التي لا تزال تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية الإماراتية. كان الشيخ زايد رجل حكمة، ورؤية بعيدة المدى، ورائدًا في التغيير الذي ساهم في نهضة دولة الإمارات ورفع شأنها بين الدول العربية والعالمية. في هذا المقال، سوف نستعرض أبرز أقوال الشيخ زايد وأثرها على المجتمع الإماراتي والعربي بشكل عام.
أولًا: الحكمة في إدارة الدولة
من أبرز ملامح شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان حكمته في إدارة شؤون الدولة. فقد كان يرى أن بناء الإنسان هو أساس بناء الدولة. ومن أبرز أقواله في هذا السياق:
“إن الإنسان هو أغلى ما نملك، وهو الثروة الحقيقية التي يجب أن نستثمر فيها. وعليه، فإن التعليم هو الأساس لتقدم المجتمعات.”
كان الشيخ زايد يؤمن بأهمية التعليم في بناء الأجيال المستقبلية. لذلك، بذل جهودًا كبيرة في تطوير النظام التعليمي في الإمارات، وأنشأ مدارس ومؤسسات تعليمية عالية الجودة بهدف توفير تعليم متميز لأبناء الوطن. رؤية الشيخ زايد في هذا المجال لم تكن مقتصرة على التعليم الأكاديمي فقط، بل كانت أيضًا رؤية تنموية شاملة تهدف إلى توفير فرص متكافئة للجميع، ومن هنا جاء اهتمامه الكبير ببناء الإنسان قبل بناء المباني.
“التعليم هو سلاح الأجيال القادمة. به نحقق المستقبل الأفضل.”
ثانيًا: العدالة والمساواة
كان الشيخ زايد دائمًا ما يشدد على أهمية العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع. ومن أبرز أقواله في هذا الصدد:
“المساواة بين الناس، بلا تفرقة، أساس تقدم الأمم.”
لقد كان الشيخ زايد يعمل بلا هوادة لتوفير العدالة والمساواة لجميع المواطنين في دولة الإمارات. لم يكن يفرق بين أبناء الإمارات على أساس الطبقة الاجتماعية أو العرق أو الدين، بل كان يرى أن كل فرد في المجتمع يستحق الفرص المتساوية والعدالة في الحقوق والواجبات. هذه الرؤية أسهمت في خلق بيئة مستدامة، حيث يمكن للمواطنين العمل والمساهمة في بناء المجتمع بشكل متساوٍ.
“أبناء الإمارات هم عيون الوطن، وهم الأساس الذي بنيت عليه دولتنا.”
ثالثًا: التعاون العربي والإقليمي
كان الشيخ زايد يؤمن أن قوة الأمة العربية تكمن في وحدتها وتضامنها. وكان دائمًا ما يسعى لتعزيز التعاون بين الدول العربية وفتح آفاق التعاون المشترك في كافة المجالات. من أبرز أقواله في هذا المجال:
“الوحدة العربية هي الأمل والمستقبل. إذا توحدنا، سنكون قوة لا يستهان بها.”
كانت رؤيته قائمة على أن قوة الدول العربية تكمن في اتحادها وتعاونها، وهو ما تجسد في العديد من المبادرات التي أطلقها الشيخ زايد لتعزيز التعاون العربي والإقليمي، سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي. كما كانت علاقاته مع الدول العربية ودعمه لها في مختلف القضايا من أبرز ملامح سياسته الخارجية.
“علاقاتنا مع الدول العربية هي علاقات تاريخية وثابتة، ونحن في الإمارات نؤمن بأن كل دولنا العربية يجب أن تساند بعضها البعض.”
رابعًا: التنمية المستدامة
كان الشيخ زايد مؤمنًا عميقًا بأهمية التنمية المستدامة والاهتمام بالبيئة. ومن أبرز أقواله في هذا الشأن:
“إن حماية البيئة والحفاظ على مواردنا الطبيعية هو واجبنا تجاه الأجيال القادمة.”
كان الشيخ زايد من أوائل القادة العرب الذين أطلقوا المبادرات الخاصة بالحفاظ على البيئة، حيث كانت دولة الإمارات تحت قيادته من أولى الدول التي عملت على تحقيق التنوع البيئي وتنمية المسطحات الخضراء والمراعي الطبيعية. وكان يرى أن تدمير البيئة وتدهور مواردها يعرض الأجيال المقبلة للخطر، لذا كان يسعى دائمًا إلى توجيه الجهود نحو التنمية المستدامة.
كما كان يؤمن بأن النمو الاقتصادي يجب أن يتوازى مع الحفاظ على البيئة لضمان حياة كريمة للأجيال القادمة، وكان لهذا التوجه دور كبير في إرساء أسس التنمية المستدامة في الإمارات.
“الأرض هي مصدر الحياة، ومن واجبنا أن نحافظ عليها، حتى تظل قادرة على إعطاء الحياة لأجيالنا القادمة.”
خامسًا: القيادة والرؤية المستقبلية
كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قائدًا حكيمًا صاحب رؤية مستقبلية، حيث كان يضع في اعتباره دائمًا التطور المستمر والابتكار. وقد كانت رؤيته تتمحور حول تحويل دولة الإمارات إلى مركز اقتصادي وثقافي عالمي. من أقواله التي تلخص هذه الرؤية:
“المستقبل لا يأتي إلا بالعمل الجاد والإرادة الصلبة. إذا أردنا أن نكون في الصدارة، يجب أن نواصل العمل الدؤوب.”
كانت هذه المقولة ملهمة لملايين الإماراتيين والعرب، حيث أكد الشيخ زايد على أهمية العمل المستمر، والأخذ بالمبادرات التي تضمن تقدم الدولة في المستقبل. وقد تجسد هذا الفهم العميق في جميع مشروعاته التنموية، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
سادسًا: دور المرأة في المجتمع
كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يُقدر دور المرأة الإماراتية في المجتمع، وكان دائمًا يشدد على ضرورة توفير الفرص للمرأة للقيام بدورها في التنمية الوطنية. من أبرز أقواله في هذا الشأن:
“المرأة هي شريك أساسي في بناء المجتمع، ونحن في الإمارات لا نعتبرها أقل من الرجل في أي مجال.”
لقد كان للشيخ زايد دور كبير في تعزيز حقوق المرأة الإماراتية، حيث كانت دولة الإمارات تحت قيادته من أولى الدول العربية التي تتيح للمرأة المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كانت رؤية الشيخ زايد تتمثل في أن تقدم الدولة لا يمكن أن يتم إلا بمشاركة المرأة إلى جانب الرجل في بناء الوطن.
سابعًا: الوحدة الوطنية
كان الشيخ زايد يسعى دائمًا إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء الإمارات. من أبرز أقواله التي تتعلق بهذا الموضوع:
“الوحدة الوطنية هي أساس قوتنا، والروح الوطنية هي التي تربطنا جميعًا.”
كان الشيخ زايد يؤمن بقوة في أن توحيد الصفوف بين مختلف أبناء الإمارات يشكل العنصر الأساسي في نجاح الدولة واستمرارها في التفوق والنمو. ومن خلال هذه الرؤية، استطاع الشيخ زايد أن يوحد الإمارات السبع في دولة واحدة، ليؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أصبحت واحدة من أكثر الدول تقدمًا في المنطقة.
في الختام:
لقد ترك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إرثًا عظيمًا من الأقوال والحكم التي لا تزال حية في وجدان الشعب الإماراتي والعربي. كانت أقواله تعكس حكمته، ورؤيته الثاقبة، وإيمانه العميق بمستقبل أفضل لأبناء وطنه. رحل الشيخ زايد جسديًا، ولكن كلماته وأعماله لا تزال حية، تُوجه وتُلهم الأجيال القادمة نحو طريق التقدم والازدهار.
