“حكايتي مع صدام” للدكتور طالب البغدادي تمثل وثيقة تاريخية مهمة تستحق الاطلاع عليها، فهي ليست مجرد سرد شخصي بل تمثل قطعة أساسية في تاريخ العراق وفترة حكم صدام حسين. تعود الأحداث التي يرويها البغدادي إلى عام 1976، عامٍ شهد العديد من الأحداث الهامة والتحولات السياسية في العراق والمنطقة.
بوصفه شاهدًا على تلك الفترة المضطربة والصعبة، يقدم البغدادي رؤية فريدة وشاملة لما حدث، ويكشف عن العديد من الجوانب الغير معروفة والتفاصيل الحصرية التي تسلط الضوء على طبيعة النظام وسياساته.
من خلال روايته، يبتعد البغدادي عن التميل إلى الانحياز أو التشويش، بل يقدم صورة واقعية وموضوعية لتلك الفترة الصعبة، ويوفر فهمًا أعمق للخلفيات والأسباب التي أدت إلى الأحداث التي شهدها العراق في ذلك الوقت.
ومن اللافت أن الكتاب يمتاز بأسلوب سلس وسهل الفهم، حيث يجمع بين السرد القصصي الشيق والتحليل العميق، مما يجعله مثاليًا للقراء الذين يبحثون عن فهم أعمق لتاريخ العراق وسيرة صدام حسين.
بالنظر إلى تعدد الأصوات والمرئيات السياسية حول صدام حسين، فإن هذا الكتاب يمثل إضافة قيمة للمكتبة السياسية والتاريخية، حيث يسلط الضوء على جوانب جديدة ومثيرة للجدل في حكمه وسياسته، مما يساهم في إثراء النقاش العام حول تلك الفترة المثيرة في تاريخ العراق.
باختصار، “حكايتي مع صدام” هو كتاب يستحق القراءة لمن يهتم بالتاريخ والسياسة، فهو يقدم نظرة شاملة ومتوازنة لفترة هامة في تاريخ العراق والمنطقة، برؤية فريدة وأسلوب سلس يجعله مليئًا بالإثارة والمعرفة.