في غمرة أحداث هذه الرواية الفاتنة بعنوان “حسينيٌ أنا ولن أضيع دم الرضيع”، يأخذنا الكاتب الراقي عبدالله عبدالله في رحلة أدبية مدهشة تأخذنا إلى أبعد نقاط التأمل والتأمل في تفاصيل حياة الإمام الحسين (عليه السلام)، الشخصية الأثيرة والملهمة التي باتت مصدر إلهام للجماهير.
تتسم الرواية بأسلوب روائي فريد يجمع بين الخيال الجريء والواقع التاريخي، حيث يتناول الكاتب ببراعة محاولة الاقتراب من سفينة الحسين (عليه السلام)، المنجية التي امتزجت بدماء الشهداء، وتحديداً دماء أصحاب الإمام وأهل بيته الكرام، بما في ذلك ذلك الطفل البريء الرضيع الذي لم تشفع له الرضاعة بل تمزقت جسمه الصغير بأبشع الطرق.
تبرز روعة السرد في تقديم عرض مفصل لبيت الإمام الحسين (عليه السلام)، مظهراً للقراء بجماليات وتفاصيل لم يسبق لهم مشاهدتها أو تجربتها من قبل. ينغمس القارئ في جو من الخيال الساحر الذي يعيد الأحداث التاريخية إلى الحياة، حيث يظهر بيت الحسين بأبهى حلله، مع استعراض محتوياته وحياة أفراده بطريقة تفصيلية تلقي الضوء على جوانب غير معروفة.
من خلال الصفحات الستمائة وثمانية وثلاثين، يستفيد القارئ من الغوص في أغوار الأدب والخيال، مع الحفاظ على توازن فائق بين التأمل والترفيه. تظهر قيمة العمل في قدرته على تجسيد المعاناة والتضحية من أجل إنقاذ البشرية من الضياع، حيث ترسخ الشخصيات الروائية وتفاصيل الأحداث رسالة فلسفية تتحدث عن القوة الروحية والتضحية النبيلة.
فيما يتعلق بالسياق الثقافي، تظهر دار العلوم كمحطة رائدة في نشر الأعمال الأدبية ذات القيمة، حيث يتزاوج النص بالغلاف الكرتوني الذي يعزز جاذبية الكتاب ويجعله قطعة فنية بحد ذاتها. يتجلى التأثير الفني في اختيار الفنان للتصميم والألوان، مما يضفي على القارئ تجربة بصرية فريدة تعزز فهمه وتعاطفه مع مضمون الرواية.
في فصل الأدب والخيال، تتفرد الرواية بتقديم قصة مشوقة وممتعة، تجمع بين العمق الفكري والتسلية. تمثل الرواية إضافة قيمة لمكتبة الأدب العربي، حيث تمزج بين التاريخ والخيال ببراعة وتعتبر مصدر إلهام للباحثين عن تجارب أدبية تتعدى حدود الزمان والمكان.
