في كتابه الذي يحمل عنوان “الرأي والرأي الآخر في الإعلام”، يقدم الكاتب علي كنعان نظرة شاملة وعميقة إلى مفهوم حرية الرأي والتعبير في سياق الإعلام. يعرض الكتاب مفهوم حرية الرأي والتعبير كحق أساسي يسمح للأفراد بالتعبير عن أفكارهم وآرائهم بدون قيود أو رقابة حكومية، شريطة أن يكون ذلك في حدود قوانين وأعراف الدولة التي تسمح بحرية التعبير.
تستند رؤية الكاتب إلى أهمية هذا الحق في بناء مجتمعات ديمقراطية تقوم على التنوع واحترام التفاوت في الآراء. يسلط كنعان الضوء على الأدوار المختلفة التي يمكن أن يلعبها وسائل الإعلام في تعزيز هذا الحق، سواء كانت صحفًا، مجلات، تلفزيون، أو وسائل التواصل الاجتماعي. يقدم الكتاب نماذج عديدة لكيفية استخدام وسائل الإعلام لتعزيز حوار مفتوح وتبادل آراء بناءة.
تعكس صفحات الكتاب العمق الفكري للمؤلف، حيث يتناول الكثير من الجوانب الفلسفية والقانونية المرتبطة بحرية الرأي. يناقش كنعان الحدود المشروعة لحرية التعبير، مع التركيز على المسؤولية المرتبطة بها. يتجاوز الكتاب المفاهيم النظرية إلى الأمثلة العملية، حيث يقدم دراسات حالة وتحليلات لتجارب وسائل الإعلام في مجتمعات مختلفة.
الدار التقدمية هي الناشر الذي قدم هذا العمل الرائع إلى الجمهور، والكتاب يتألق بغلافه العادي الذي يبرز جوانب جمالية للمحتوى الثقافي الهام الذي يحمله. يمتد الكتاب على 264 صفحة، تمثل رحلة استكشافية عميقة في عالم الصحافة والإعلام، حيث يكشف عن جوانب متعددة وتفاصيل غنية تستحق الانتباه.
باختصار، يعد كتاب علي كنعان في مجال الإعلام وحرية الرأي إسهامًا ثريًا ومفيدًا يستحق القراءة، حيث يفتح الأفق لفهم أعمق لأهمية حرية التعبير في بناء مجتمعات قائمة على الديمقراطية والتفاعل الحضاري.