في قلب صفحات كتاب “الحروب والسلام: سيرة عائلة أمريكية” للكاتب روري إف. كويرك، ينسج المؤلف حكاية أمريكية مميزة تروي قصة عائلة عادية في أوقات استثنائية، من خلال رسائلهم الحربية. تتوارى خلف كل كلمة من هذا الكتاب أحداث ملحمية تعكس تحديات جيمس وإليزابيث كويرك خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قضى جيمس أربع سنوات في الجيش في أوروبا، ثم عاد ليُرسل إلى جبهة الحرب الكورية بعد سنوات قليلة.
صفحات الكتاب تأخذنا في رحلة عاطفية وتاريخية، حيث يُسلط الضوء على التحديات والصراعات التي واجهها هذا الزوج العظيم، الذي بنى أحلام ما بعد الحرب فضلًا عن عودته ليصبح أول ناشر لمجلة تلفزيون جايد في التاريخ، ولكن بتكلفة باهظة على حلمهما باللقاء مرة أخرى.
ومع عودة ابنهم روري من فيتنام، تتلاشى الأحلام في طريق مذهل وغير متوقع. روري كويرك، الذي يتحلى بالموهبة القانونية والأدبية، يقدم للقارئ لحظات تأمل وتأثيرات عميقة حول تلك الفترة الصعبة.
الكتاب، الذي صدر في يوليو من عام 1999 عن دار نشر بريسيديو بريس، يندمج ببراعة بين أحداث الحرب وتأثيراتها على الحياة العائلية، وبين التحولات الكبيرة في المشهد الإعلامي مع تولي جيمس دور الناشر الأول لمجلة تي في جايد.
في ختام هذه السيرة الذاتية الملحمية والتي تنتمي إلى فئة السير الذاتية والسير العسكرية، يبقى هذا العمل الأدبي علامة بارزة على مشهد الأدب الأمريكي، حيث يعيد القارئ إلى فترات تاريخية هامة، ملمسًا بأحداث الحرب وتأثيرها البالغ على حياة الأفراد والعائلات.