في رصيف الكتب السياسية، يتألق كتاب “حروب صدام” للمؤلف ضياء الدين المجمعي، كمصدر قيم يرصد تفاصيل حقبة زمنية استثنائية في تاريخ العراق الحديث. يفتح هذا الكتاب أبواب التاريخ لنا، مكشوفًا بوضوح تجارب الماضي، ويشير إلى الحقائق الصارمة حول طبيعة الحروب وكيفية التعامل مع النزاعات الدولية.
إن استنتاجات المؤلف ترسم لنا صورة حية حول طبيعة الحرب، حيث يشدد على أنه يجب أن تكون الحرب آخر وسيلة لفض النزاعات بين الدول. يسلط المؤلف الضوء على الأثر البالغ للحروب على المجتمعات، حيث ينبغي تجنبها بسبب الدمار الذي تحدثه والتضحيات البشرية الكبيرة التي ترافقها.
الكتاب لا يقتصر فقط على تقديم وصف للأحداث التاريخية، بل يتعدى ذلك إلى تقديم تحليل شامل للأسباب التي أدت إلى الصراعات والحروب في تلك الفترة الزمنية. يتناول المؤلف أيضًا أهمية فهم قواعد السياسة الدولية والتفاعل بشكل إيجابي مع مجتمع الأمم.
في سياق دراسة العقود الثلاثة من تاريخ العراق، يتيح الكتاب للقارئ فهم الظروف التي أدت إلى تلك الفترة الصعبة، مما يعزز الفهم الشامل للتاريخ العراقي الحديث. ومن خلال ذلك، يبرز أهمية دراستنا للتاريخ كوسيلة للاستفادة من تجارب الماضي وتحليلها لتجنب تكرار الأخطاء.
يتحدث المجمعي في كتابه عن ضرورة تحقيق العدالة وتحقيق الحريات لكل طوائف المجتمع، ويؤكد على أهمية وجود نظام حكومي ديمقراطي يضمن تحقيق هذه الأهداف. يسلط الضوء على أهمية تفاهم الثقافات والتعاون بين الدول بروح الأخوة لضمان استقرار المنطقة.
“حروب صدام” يأتي بصفحاته الـ216 كمصدر للمعلومات الغنية والتحليلات العميقة، ويجسد جهود دار الحكمة في تقديم محتوى ذو قيمة مضافة في فهم السياسة العربية. غلافه العادي يعكس بساطة الواقع الذي يرسمه المؤلف، مما يضفي على الكتاب جاذبية تعكس عمق المحتوى.
باختصار، يعتبر “حروب صدام” إسهامًا قيمًا في ميدان الكتب السياسية، يحمل في طياته دروسًا تاريخية وتحليلات مفصلة، ويستحق مكانة خاصة في مكتبة كل من يسعى لفهم جذور التحولات السياسية في المنطقة.