حركة الجنين في الشهر الخامس

حركة الجنين في بداية الشهر الخامس

يعتبر الشهر الخامس من الحمل مرحلة مهمة في نمو الجنين وتطوره، حيث تبدأ العديد من التغيرات الملحوظة على مستوى الجنين والجهاز التناسلي للأم. من بين هذه التغيرات، تبرز حركة الجنين كأحد العلامات الأكثر وضوحًا التي تشعر بها الأم، خاصةً في الأسابيع الأولى من هذا الشهر. سنناقش في هذا المقال تفصيلًا تطور حركة الجنين في بداية الشهر الخامس، وما الذي يمكن أن تشعر به الأم في هذه الفترة.

1. تطور حركة الجنين في الشهر الخامس

في بداية الشهر الخامس من الحمل، تبدأ معظم الأمهات في الشعور بحركة الجنين داخل الرحم. ولكن، لا بد من الإشارة إلى أن توقيت هذه الحركة يختلف من أم إلى أخرى، حيث تشعر بعض النساء بها في وقت مبكر خلال الأسبوع 18، في حين أن أخريات قد لا يشعرن بها إلا في الأسبوع 20 أو حتى بعد ذلك. يرجع هذا الاختلاف إلى عدة عوامل منها حجم الجنين، وموقع المشيمة، وحساسية الجسم تجاه الحركة.

في بداية الشهر الخامس، تكون الحركات الأولية للجنين غالبًا خفيفة جدًا، تشبه في شعورها حركة فقاعات هواء أو اهتزازات خفيفة داخل البطن. بعض الأمهات يصفنها بأنها إحساس يشبه الغرغرة أو اهتزاز الماء في الرحم. تتراوح الحركات الأولى ما بين الحركات العشوائية البسيطة التي تكون غير منتظمة، إلى الحركات التي تصبح أكثر وضوحًا بمرور الأيام.

2. أنماط حركة الجنين في الشهر الخامس

مع تقدم الأسابيع في الشهر الخامس، يبدأ الجنين في تطوير نمط حركة أكثر وضوحًا، لكن هذه الحركات قد لا تكون متكررة أو منتظمة حتى بعد الشهر الخامس. الحركات في هذا الشهر تكون متنوعة من حيث الشكل والمحتوى، فقد يشعر البعض بحركات مفاجئة وسريعة، بينما يشعر البعض الآخر بحركات أكثر سلاسة.

في الغالب، تتضمن هذه الحركات:

• الركل والرفس: في هذه الفترة من الحمل، تبدأ الأقدام الصغيرة للجنين في أن تصبح أكثر قوة، ما يؤدي إلى شعور الأم بحركات مثل الركلات أو الرفسات التي قد تكون غير مريحة في بعض الأحيان.

• الدوران والانقضاض: مع نمو الجنين داخل الرحم، قد يبدأ في التحرك بشكل أكبر. قد تشعر الأم أحيانًا بأن الجنين يقوم بالتدحرج داخل الرحم، وهذا يحدث عندما يتغير وضع الجنين أو يقوم بتحريك جسمه.

• الركض الخفيف: بعض الأمهات يشعرن بحركات تبدو وكأنها “جري” أو “ركض” خفيف داخل الرحم، وهذا يكون نتيجة لأن الجنين بدأ في التحرك بشكل أكثر نشاطًا داخل الرحم.

3. أسباب تغيُّر حركة الجنين في هذه الفترة

هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على شعور الأم بحركة الجنين في بداية الشهر الخامس، ومنها:

• حجم الجنين: في الشهر الخامس، يبدأ الجنين في النمو بسرعة، مما يؤدي إلى زيادة عدد الحركات التي يمكن للأم أن تشعر بها. إلا أن هذه الحركات قد تكون غير منتظمة في البداية، حيث يتحكم الجنين في تنقلاته بناءً على المساحة المتاحة له في الرحم.

• موقع المشيمة: إذا كانت المشيمة موجودة في الجزء الأمامي من الرحم (المشيمة الأمامية)، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل شعور الأم بحركة الجنين، لأن المشيمة تعمل كحاجز يمنع الشعور المباشر بالحركة. أما إذا كانت المشيمة في الجزء الخلفي من الرحم، فقد تشعر الأم بحركة الجنين بشكل أوضح.

• حالة الجسم: تكون النساء في بداية الحمل أقل قدرة على تحديد الحركة بسبب غياب الخبرة أو لأنهن قد لا يعرفن ما يجب أن يتوقعوه من حيث شعور الحركة. ومع تكرار الحمل، تصبح الأمهات أكثر قدرة على تمييز حركة الجنين.

4. متى تصبح حركة الجنين أكثر وضوحًا؟

بحلول نهاية الشهر الخامس وبداية الشهر السادس، تصبح حركة الجنين أكثر وضوحًا وأكثر تكرارًا. هذا لأن الجنين في هذه المرحلة يكون قد اكتسب المزيد من القوة والقدرة على الحركة بفضل تطور عضلاته وأعصابه. قد تبدأ الأم في الإحساس بحركة الجنين في وقت متأخر قليلاً إذا كانت هذه هي التجربة الأولى لها.

من الجدير بالذكر أن في هذه المرحلة يمكن أن تشعر الأم بالحركات على فترات طويلة، وأحيانًا قد تكون هذه الحركات سريعة وقوية إلى درجة يمكن للأب أو الآخرين الذين يضعون أيديهم على بطن الأم أن يشعروا بها أيضًا.

5. دلالات حركة الجنين في بداية الشهر الخامس

• العلامات الصحية: وجود حركة منتظمة للجنين في الشهر الخامس قد يكون مؤشرًا جيدًا على صحته وتطوره الطبيعي. إذا كانت الحركات موجودة وتزداد بمرور الوقت، فإن ذلك يعني عادة أن الجنين في وضع صحي جيد. ولكن في حال غياب الحركة أو تغير نمط الحركة بشكل مفاجئ، يمكن أن يكون ذلك مؤشرًا لمشكلة صحية تستدعي زيارة الطبيب.

• علامات غير مريحة: بعض الحركات قد تكون غير مريحة للأم، خصوصًا عندما يبدأ الجنين في أن يكون أكثر نشاطًا ويبدأ في التحرك بسرعة داخل الرحم. قد تشعر الأم ببعض الانزعاج بسبب الحركات القوية التي يمكن أن تؤدي إلى شعور بعدم الارتياح في منطقة البطن.

• النشاط الطبيعي: في هذه المرحلة، من الطبيعي أن تكون الحركات غير منتظمة. ليس من المتوقع أن تصبح حركة الجنين متسقة أو منتظمة حتى الشهر السابع أو الثامن من الحمل. ومع ذلك، يجب أن تظل الحركات في نفس النطاق من حيث الوجود أو القوة بشكل عام.

6. متى يجب استشارة الطبيب؟

من المهم أن تكون الأم على دراية بنمط حركة الجنين في بداية الشهر الخامس. إذا لاحظت الأم أن الحركات قلت بشكل ملحوظ أو توقفت لفترة طويلة، يجب أن تستشير الطبيب. قد يشير غياب الحركات لفترات طويلة إلى مشكلات قد تؤثر على صحة الجنين، مثل ضعف النشاط العصبي أو مشاكل أخرى تتعلق بالجنين أو الحمل.

على الرغم من أن معظم حالات غياب الحركة تكون غير مقلقة، إلا أن استشارة الطبيب تعد دائمًا الخيار الأفضل لضمان سلامة الجنين والأم على حد سواء.

7. العوامل المؤثرة في شعور الأم بالحركة

يجب أن نأخذ في الاعتبار أن لكل حامل تجارب مختلفة فيما يخص شعورها بحركة الجنين. قد يؤثر العديد من العوامل على قدرة الأم على شعور بالحركة، ومن بين هذه العوامل:

• السمنة: النساء ذوات الوزن الزائد قد يشعرن بحركة الجنين في وقت لاحق مقارنةً بالنساء النحيفات، وذلك بسبب سماكة الأنسجة الدهنية في البطن.

• الهرمونات: مستويات الهرمونات أيضًا تلعب دورًا في شعور الأم بالحركة، حيث أن التغيرات الهرمونية قد تؤثر على إحساس الأم.

• وضعية الجنين: في بعض الأحيان، إذا كان الجنين في وضعية بحيث تكون حركة الأقدام أو اليدين غير موجهة نحو جدار الرحم، فقد يكون من الصعب على الأم الإحساس بالحركة بسهولة.

8. الختام

في بداية الشهر الخامس، تبدأ الأم في الشعور بحركة الجنين بشكل تدريجي وواضح، وهي علامة تطمئنها على صحة الجنين وتطوره. تتنوع هذه الحركات بين الركلات الخفيفة والدوران والانقضاض، وهي تختلف من امرأة إلى أخرى وفقًا للعديد من العوامل. تعتبر هذه المرحلة من الحمل مرحلة هامة بالنسبة للجنين، حيث يبدأ في اكتساب نشاطه وحيويته، ما يؤدي إلى زيادة عدد الحركات وشدتها. في حال حدوث أي تغييرات غير طبيعية في نمط حركة الجنين، يجب على الأم استشارة الطبيب للحصول على التوجيه المناسب لضمان صحة الجنين والأم.