تحرك الجنين في الشهر الثالث: تطور الجنين في المراحل المبكرة من الحمل
يعد الحمل من أكثر الفترات المثيرة والمليئة بالتغيرات بالنسبة للمرأة الحامل، حيث يشهد جسم الأم العديد من التغيرات البيولوجية والفسيولوجية التي تؤثر على حالتها الصحية والنفسية. أحد أبرز هذه التغيرات هو تطور الجنين داخل رحم الأم. في الشهر الثالث من الحمل، يبدأ الجنين في النمو بشكل ملحوظ، ومع بداية هذا الشهر يبدأ في القيام بحركات قد تكون ملحوظة في بعض الأحيان.
على الرغم من أن الجنين في الشهر الثالث من الحمل لا يمكن أن يتحرك بشكل يمكن أن تشعر به الأم في الغالب، إلا أن هناك العديد من التغيرات الحيوية التي تحدث في هذا الوقت وتعد تمهيدًا لحركات الجنين التي ستصبح أكثر وضوحًا في الأشهر القادمة.
تطور الجنين في الشهر الثالث من الحمل
قبل التطرق إلى مسألة حركة الجنين، من الضروري أولاً أن نفهم كيف يتطور الجنين في هذه المرحلة المبكرة من الحمل. في هذا الوقت، يكون الجنين قد وصل إلى مرحلة تطور مبدئية ولكنه متسارع، حيث:
-
نمو الأعضاء الرئيسية: في الشهر الثالث، تكون الأعضاء الرئيسية للجنين قد بدأت في النمو بشكل أكثر تحديدًا. يكون الجنين قد اكتمل نمو القلب والعينين والأذنين، وتبدأ الكلى في العمل على تصفية البول الذي يتراكم داخل كيس السائل الأمنيوسي.
-
الهيكل العظمي: في هذه المرحلة، تبدأ العظام في التصلب من شكل غضروفي إلى شكل عظمي أكثر صلابة. كما أن المفاصل تبدأ في التشكل، وهو ما يعد تمهيدًا للحركة في الأشهر المقبلة.
-
الحواس والنظام العصبي: يبدأ الجهاز العصبي في العمل بشكل أكثر فعالية، حيث يبدأ الدماغ في إرسال إشارات إلى أجزاء الجسم المختلفة، مما يشير إلى بداية الاستجابة للمنبهات الخارجية. على الرغم من أن الجنين لا يستطيع الحركة بحرية كما سيحدث لاحقًا، إلا أن هذه الإشارات العصبية هي أساس الحركة التي ستظهر بعد ذلك.
-
الحركات البدائية: في الشهر الثالث، قد يبدأ الجنين في القيام ببعض الحركات البسيطة مثل انثناء الأذرع والساقين، وهذه الحركات تكون غير مرئية للأم في الغالب، نظرًا لأن الجنين لا يزال صغير الحجم مقارنة بمراحل الحمل المتقدمة.
هل يتحرك الجنين في الشهر الثالث؟
في بداية الحمل، تكون حركة الجنين غير محسوسة من قبل الأم. لكن مع تقدم الحمل، تبدأ الحركة في الظهور بشكل تدريجي. في الشهر الثالث، قد يكون الجنين في بداية قدرته على تحريك أطرافه، لكن هذه الحركات تكون صغيرة جدًا وغير ملحوظة للأم، حيث لا يتجاوز حجم الجنين هذا الوقت بضع سنتيمترات فقط.
قد يكون تحرك الجنين في هذه المرحلة يحدث بشكل غير منظم أو عشوائي. يمكن أن يتسبب تطور الجهاز العصبي والعضلات في تحركات خفيفة وغير منسقة في جسم الجنين. هذه الحركات قد تكون غير كافية لتشعر بها الأم في هذا الوقت، بسبب صغر حجم الجنين والرحم الذي يحيط به.
متى تبدأ الأم بالشعور بحركة الجنين؟
مع اقتراب نهاية الشهر الثالث من الحمل، يبدأ الجنين في النمو بشكل أسرع، وتزداد قوة عضلاته. على الرغم من أن الحركات في هذه المرحلة قد تكون خفيفة وغير ملحوظة، إلا أن هناك بعض النساء اللواتي قد يشعرن بحركات خفيفة تُشبه الرفرفة أو الهمسات في منطقة البطن، خاصة إذا كانت هذه هي الحمل الثاني أو الثالث لهن. لكن هذه الحركات في العادة تكون غير منتظمة وطفيفة.
عادة ما يبدأ النساء بالشعور بالحركة الأكثر وضوحًا في الشهر الخامس من الحمل، حيث يزداد حجم الجنين وقوته، وبالتالي تبدأ حركاته في أن تكون أكثر وضوحًا ويمكن تمييزها بسهولة.
ماذا يحدث في حالة عدم الشعور بحركة الجنين في الشهر الثالث؟
من الطبيعي أن تشعر الأم بعدم وجود حركة ملحوظة للجنين في الشهر الثالث، فلا يعد هذا مؤشراً على أي مشاكل صحية. في هذه المرحلة، لا يزال الجنين صغيرًا في الحجم ويحتفظ بمساحة كبيرة داخل الرحم، مما يجعل حركته غير ملحوظة. ولكن، إذا كان هناك أي قلق بشأن تطور الحمل أو صحة الجنين، فيجب على الأم استشارة الطبيب لمزيد من الاطمئنان.
كيفية معرفة تطور حركة الجنين في الحمل
مع تقدم الحمل، تبدأ الأم في ملاحظة المزيد من الحركات الجنينية. في الشهر الرابع والخامس، تصبح الحركات أكثر وضوحًا ويمكن الشعور بها بسهولة أكبر، وتصبح أكثر انتظامًا. يمكن أن تشمل الحركات الأولية التي تشعر بها الأم الرفرفة، الركل، أو التقلبات في البطن. هذه الحركات تعد علامة على أن الجنين ينمو ويكتسب القوة اللازمة للتحرك بشكل مستقل.
في الختام
على الرغم من أن حركة الجنين في الشهر الثالث تكون غير محسوسة بالنسبة للأم في الغالب، فإن هذا لا يعني عدم وجود تطور حيوي أو مشاكل في الحمل. خلال هذه الفترة، يمر الجنين بتطورات هامة، مثل نمو الأعضاء الحيوية وتطور الجهاز العصبي، مما يعد خطوة مهمة نحو زيادة حركة الجنين في المراحل المقبلة من الحمل.
