حب الشباب تحت الجلد: الأسباب والعلاج والوقاية
يعتبر حب الشباب أحد أكثر المشكلات الجلدية شيوعاً بين المراهقين والشباب، ولكنه قد يظهر في مختلف الأعمار. من بين الأنواع المختلفة لحب الشباب، يُعد حب الشباب تحت الجلد من الأنواع المزعجة التي تتسبب في آلام مستمرة وتؤثر على مظهر البشرة. يتمثل حب الشباب تحت الجلد في وجود حبوب ملتهبة عميقة داخل طبقات الجلد، قد تكون مؤلمة، وتستغرق وقتًا أطول للشفاء مقارنة ببقية أنواع حب الشباب.
ما هو حب الشباب تحت الجلد؟
حب الشباب تحت الجلد هو عبارة عن نتوءات أو كتل صغيرة تظهر تحت سطح الجلد وتكون غير مرئية في البداية. هذه النتوءات غالباً ما تكون مؤلمة، وقد تكون حمراء اللون أو دافئة عند اللمس. تختلف عن الحبوب العادية التي تظهر على سطح الجلد، حيث تكون هذه الكتل تحت سطح الجلد، ولا تحتوي عادة على رأس أبيض أو أسود كما في أنواع حب الشباب الأخرى.
قد تختلف أنواع حب الشباب تحت الجلد في الحجم والعمق، ويعتمد ذلك على درجة التهاب الغدد الدهنية والمسام. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي حب الشباب تحت الجلد إلى تكوّن كيسات كبيرة، قد تترك آثارًا أو ندوبًا على الجلد حتى بعد الشفاء.
أسباب حب الشباب تحت الجلد
يتسبب حب الشباب تحت الجلد في مجموعة من العوامل المعقدة التي تتداخل مع بعضها البعض، وأهم هذه العوامل ما يلي:
-
إفراز الزيوت الزائدة (الدهون)
الغدد الدهنية في البشرة تفرز الزيوت بشكل طبيعي للحفاظ على رطوبة الجلد وحمايته من الجفاف. لكن في بعض الحالات، يمكن أن تفرز هذه الغدد كميات كبيرة من الزيوت، مما يؤدي إلى انسداد المسام. هذا الانسداد يمكن أن يكون بيئة مثالية لنمو البكتيريا، وبالتالي يعزز من حدوث الالتهابات. -
التغيرات الهرمونية
التغيرات الهرمونية، خاصةً في فترة المراهقة، أو أثناء الدورة الشهرية، أو بسبب اضطرابات هرمونية أخرى، يمكن أن تؤدي إلى زيادة في إفراز الزيوت. هذه التغيرات تؤدي إلى تحفيز الغدد الدهنية، مما يجعلها أكثر عرضة للانسداد وبالتالي ظهور حب الشباب تحت الجلد. -
العوامل الوراثية
تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في ظهور حب الشباب. إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من حب الشباب، فإن الاحتمالات تكون أعلى لإصابة الأبناء بهذه المشكلة. -
استخدام منتجات العناية بالبشرة غير المناسبة
بعض منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على مكونات دهنية أو ثقيلة قد تساهم في انسداد المسام، مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب تحت الجلد. -
الإجهاد والضغط النفسي
يعتبر الإجهاد أحد العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الجلد. عندما يتعرض الجسم للتوتر أو الضغط النفسي، تزداد إفرازات الزيوت التي تعزز من ظهور حب الشباب تحت الجلد. -
التغذية غير المتوازنة
النظام الغذائي الغني بالدهون غير الصحية، السكر، والأطعمة المعالجة قد يؤدي إلى تدهور حالة البشرة وظهور حب الشباب. على الرغم من أن العلاقة بين الطعام وحب الشباب ليست ثابتة تمامًا، إلا أن بعض الأبحاث تشير إلى أن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات قد تؤدي إلى زيادة حب الشباب. -
استخدام بعض الأدوية
هناك بعض الأدوية التي قد تساهم في ظهور حب الشباب، مثل أدوية الستيرويد والمضادات الحيوية. هذه الأدوية قد تتسبب في خلل في التوازن الهرموني مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب تحت الجلد.
أعراض حب الشباب تحت الجلد
تتمثل أعراض حب الشباب تحت الجلد في ظهور كتل صغيرة مؤلمة تحت سطح الجلد، والتي قد تزداد حجمًا مع مرور الوقت. من الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى وجود حب الشباب تحت الجلد:
-
احمرار البشرة في المنطقة المصابة.
-
الشعور بالألم أو الضغط عند لمس المنطقة.
-
صعوبة في التخلص من هذه الحبوب مقارنة بحب الشباب السطحي.
-
وجود تورم في المنطقة المصابة، وقد ينتشر الالتهاب إلى الأنسجة المحيطة.
كيفية تشخيص حب الشباب تحت الجلد
تشخيص حب الشباب تحت الجلد يتم عادة من خلال الفحص السريري للبشرة بواسطة طبيب الجلدية. في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات أو التحاليل لتحديد السبب الدقيق وراء ظهور حب الشباب، خاصة إذا كان ناتجًا عن اضطراب هرموني أو نتيجة لاستخدام أدوية معينة. من المهم أن يتم التشخيص من قبل مختص لتحديد العلاج المناسب.
علاج حب الشباب تحت الجلد
على الرغم من أن حب الشباب تحت الجلد قد يكون مؤلمًا وصعبًا في العلاج، إلا أن هناك عدة طرق للمساعدة في تقليصه وشفائه. قد يشمل العلاج مجموعة من الخيارات الطبية والطبيعية، والتي تختلف بناءً على شدة الحالة ونوع الجلد.
1. العلاجات الموضعية
-
أدوية تحتوي على البنزويل بيروكسايد: هذه الأدوية تساعد على تقليل البكتيريا في المسام وتعمل على تقليل الالتهاب.
-
الريتينويد: يُعد الريتينويد من العلاجات الفعالة لتقشير الجلد ومنع انسداد المسام، ويمكن أن يساعد في معالجة حب الشباب تحت الجلد. لكنه يحتاج إلى بعض الوقت لإظهار النتائج.
-
أحماض ألفا هيدروكسي (AHA) وحمض الساليسيليك: تستخدم هذه الأحماض في التقشير الكيميائي للبشرة. تساعد على إزالة الخلايا الميتة وتنظيف المسام.
-
المضادات الحيوية الموضعية: قد يصف الطبيب كريمات أو جل يحتوي على مضادات حيوية للمساعدة في تقليل الالتهابات.
2. العلاجات الفموية
-
المضادات الحيوية الفموية: إذا كانت العدوى أو الالتهاب شديدًا، قد يصف الطبيب مضادات حيوية فموية مثل دوكسيسيكلين أو مينوocyكلين.
-
الأدوية الهرمونية: في بعض الحالات التي يكون فيها حب الشباب ناتجًا عن تغيرات هرمونية، قد يوصي الطبيب باستخدام وسائل منع الحمل أو الأدوية التي تعمل على تقليل إفراز الهرمونات الذكرية.
-
الريتونويد الفموي: في الحالات الشديدة، قد يوصي الطبيب باستخدام عقار الإيزوتريتينوين (أكوتاني) الذي يعد أحد العلاجات الفموية الأكثر فعالية.
3. العلاج بالليزر والعلاج الضوئي
تستخدم بعض أنواع الليزر المتخصصة والعلاج الضوئي (مثل العلاج باستخدام الضوء الأزرق) لعلاج حب الشباب تحت الجلد. يساعد هذا العلاج على تقليل البكتيريا في المسام وتعزيز تجديد خلايا الجلد.
4. العلاج بالحقن
في حالات معينة، يمكن للطبيب أن يحقن مادة الكورتيزون في الحبوب الكبيرة المؤلمة تحت الجلد للمساعدة في تقليل الالتهاب والانتفاخ. يمكن أن يوفر هذا العلاج نتائج سريعة ويقلل من الألم.
الوقاية من حب الشباب تحت الجلد
الوقاية من حب الشباب تحت الجلد تتطلب بعض الإجراءات اليومية والعادات الصحية التي يجب اتباعها للحفاظ على صحة البشرة:
-
الحفاظ على نظافة البشرة
من المهم تنظيف البشرة بانتظام باستخدام غسول مناسب لنوع الجلد. يساعد هذا في إزالة الزيوت الزائدة والأوساخ التي قد تسد المسام. -
استخدام منتجات غير دهنية
يجب استخدام مستحضرات العناية بالبشرة التي لا تحتوي على مواد دهنية (Non-comedogenic)، حيث أنها أقل احتمالية لإغلاق المسام. -
الابتعاد عن الضغط النفسي
محاولة تقليل مستويات التوتر والضغط النفسي يمكن أن يقلل من خطر ظهور حب الشباب، وذلك من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق أو الرياضة. -
اتباع نظام غذائي متوازن
الحفاظ على نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات، وتقليل تناول الأطعمة المعالجة والدهنية، يساعد على تحسين صحة الجلد. -
استخدام واقي الشمس
من المهم حماية البشرة من الشمس باستخدام واقي شمس مناسب، حيث أن التعرض المفرط للشمس قد يزيد من التهابات حب الشباب.
خاتمة
يُعد حب الشباب تحت الجلد من المشكلات الجلدية الشائعة والمزعجة التي تتطلب علاجًا مناسبًا وفهمًا دقيقًا للأسباب الكامنة وراءه. بالرغم من أنه قد يكون مؤلمًا ومزعجًا، إلا أن العلاج المناسب يمكن أن يساعد في تقليل الألم والالتهابات. لذلك، من المهم الاهتمام بنظافة البشرة، واستخدام العلاجات المناسبة، واستشارة طبيب الجلدية عند الحاجة للحصول على الحلول الأنسب.

