في كتاب “Watching, from the Edge of Extinction”، الذي ألفته الكاتبة بيفرلي بيترسون ستيرنز والكاتب ستيفن سي. ستيرنز، يتمحور الحديث حول التحديات الحيوية التي تواجه الكائنات الحية المهددة بالانقراض. يقف الناس الذين يناضلون على الجبهة الأمامية لإنقاذ النباتات والحيوانات المهددة أمام تحدي حاسم هو مواجهة الأسباب البيولوجية لانخفاض تلك الأنواع. ومع ذلك، فإن ما يشكل تهديدًا مثل تلك الأسباب البيولوجية لا يقلل من خطورته، بل يتعدى ذلك إلى العقبات التي أقامها الإنسان من خلال السياسة، والطمع، والفساد، والجهل، والنفاق.
يتناول الكتاب بشكل جذاب قصص الأفراد الذين عملوا مباشرة مع الكائنات الأختفائية في أنحاء متفرقة من أوروبا وأفريقيا وشمال أمريكا وأوقيانوسيا. إنها قصص ملهمة تعكس العاطفة والالتزام، الكفاءة والتضحية الذاتية. وفي الوقت نفسه، تثير هذه القصص الانذهال، حيث يعمل الأبطال الذين لا يحظون بالتقدير على عكس مسار ما يبدو في كثير من الأحيان كمسيرة لا مفر منها نحو الانقراض للكائنات. ومع ذلك، يعمل الأفراد غير الكفءين أو الذين يتبعون مصالحهم الشخصية في العديد من الأحيان ضدهم.
في سعيهم للوصول إلى جذور أسباب انخفاض الأنواع، أجروا الكتّاب مقابلات مع أفراد يعملون مع الكائنات المهددة بالانقراض، مثل فقم البحر الأبيض المتوسط، وفراشات الأزرق الكبيرة، وكلاب البرية الأفريقية، والغربان الأصلية في هاواي، وسمك السلمان في تكساس، ونباتات نادرة في موريشيوس. يكشف هؤلاء الأفراد الملتزمون، أثناء مناقشتهم لكيفية نظرتهم لعملهم، والمشكلات التي يواجهونها، وأفكارهم حول الأهمية الأوسع للانقراض، أن أسباب الانقراض فريدة لكل نوع – في بعض الأحيان دقيقة ومعقدة، وفي أحيان أخرى واضحة وبسيطة. ومع ذلك، يمثل الانقراض دائمًا فقدانًا لا يمكن استرداده للإمكانيات التطورية وتقليلًا للجمال والتنوع والقيم في حياتنا الخاصة.
تقدم دروس هذا الكتاب الدرامية نظرة جديدة على مشاكل الكائنات المهددة بالانقراض، وتقدم أملاً في أننا قد نغير مصير تلك الكائنات التي تتأرجح على حافة الانقراض. ينشر الكتاب تحت مظلة “ييل يونيفرسيتي بريس”، وقد رأى النور في مارس من عام 1999، حيث يستحق الاطلاع عليه كمصدر قيم في فهم علوم الحياة والتطور.