“حارس المتحف: رواية”
“حارس المتحف” هو عمل أدبي متميز من تأليف هاورد نورمان، يروي قصة ديفو روسيت، الذي فقد والديه في حادث زيبلين عندما كان في التاسعة من عمره. تربى ديفو في فندق في هاليفاكس، نوفا سكوشيا، تحت رعاية عمه الجذاب إدوارد. والآن، في عمر الثلاثين، يعمل ديفو كحارس في متحف غلاس الذي يضم ثلاث غرف في هاليفاكس. يقوم ديفو وعمه إدوارد بإحداث اضطراب في هدوء المتحف من خلال محادثات متوترة تثبت أنهما “مختلفان في الحياة”. بعيدًا عن المتحف، يسعى ديفو لكسب مودة إيموجين ليني، العاملة الشابة في مقبرة اليهود الصغيرة. يتغير كل شيء عندما تترك إيموجين هاليفاكس، مستوحاة من وصول لوحة “يهودية في شارع في أمستردام”، لحياة نبيلة تتخيلها لشخصية اللوحة – حتى وسط تزايد خطورة كونها يهودية في أمستردام. تدور أحداث الرواية في ظل الأحداث الوشيكة للحرب العالمية الثانية، وتستكشف “حارس المتحف”، الجزء الثاني من ثلاثية المؤلف الكندية، أسرار الهوية والتقرير الذاتي، والرغبة في الخروج من المألوف إلى مجال فاخر وخطير من العمل.
الرواية مصنفة تحت “الخيال العام”، وصدرت عن دار النشر بيكادور في شهر سبتمبر من عام 1999. تقدم هذه الرواية للقارئ تجربة مثيرة وممتعة، تسلط الضوء على التحديات الشخصية والمغامرات التي قد تواجه الفرد في زمن الصراعات العالمية وتحديدًا في ظل الحرب العالمية الثانية. تجمع الرواية بين عناصر الرواية الرومانسية والدراما والتاريخ، مما يجعلها قراءة لا تُنسى لمن يبحث عن عمق وإثارة في آن واحد.
“حارس المتحف” ليست مجرد قصة، بل هي رحلة إلى عوالم الذات والانتماء والشجاعة، حيث يتعين على شخصياتها اتخاذ قرارات تحدد مساراتهم في زمن من الفوضى والتغييرات. تُقدم الرواية لقارئها مناخًا مميزًا من الفضول والتأمل، حيث يستمتع القارئ بالتعرف على شخصياتها المعقدة والأحداث المشوقة التي تنقله إلى عوالم جديدة ومثيرة. إنها تعتبر واحدة من تلك الأعمال الأدبية التي تترك بصمة في قلوب القراء، حيث يبقى معهم طويلا بعد أن يُغلقوا غلافها الأخير، مرفوعين على روعة الرحلة التي قدمتها لهم.
هكذا، يكون “حارس المتحف”، بأسلوبه الراقي وقصته الجذابة، واحدة من تلك الروايات التي تعيد تعريف معاني الهوية والشجاعة، وتأخذ القارئ في رحلة استكشافية لا تُنسى. ينصح بقراءتها لمن يبحث عن تجربة أدبية غنية وممتعة، تترك أثرًا عميقًا في عقولهم وقلوبهم.