في سبتمبر 1942، وقعت واحدة من الأحداث البحرية الأكثر إثارة خلال الحرب العالمية الثانية، وهي ما يُعرف بـ “حادثة لاكونيا” (Laconia Incident). وقعت هذه الحادثة بين 12 سبتمبر و 17 سبتمبر 1942، وهي حادثة استثنائية بما فيه الكفاية لتجسيد الفوضى والإنسانية في زمن الحرب.
كانت سفينة النقل البريطانية “لاكونيا” تحمل على متنها أسرى حرب إيطاليين وأسرى حرب بريطانيين، بالإضافة إلى ركاب مدنيين وطاقم. وفي ذلك الوقت، كانت الغواصات الألمانية تشكل تهديدًا كبيرًا لحركة النقل البحرية الحليفة.
خلال رحلتها، تعرضت سفينة لاكونيا لهجوم من قبل غواصة ألمانية من طراز U-156، التي كانت تقودها كابتن الغواصة Werner Hartenstein. وبعد إصابة السفينة وغرقها، قرر Hartenstein أن يقدم المساعدة للناجين، بما في ذلك الأسرى والمدنيين.
لكن الأمور لم تسر كما هو متوقع، حيث قامت قوات الحلفاء بقصف الغواصة الألمانية والقوارب النجاة التي كانت تقدم المساعدة. وهذا أدى إلى مقتل العديد من الناجين، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال.
إثر هذه الحادثة، أصدرت الحكومة الألمانية إعلانًا مذهبًا يطلب فيه عدم مساعدة الغواصات في إنقاذ الناجين مستقبلاً، مما أثار جدلاً دولياً واسعاً حول القواعد الأخلاقية والقانونية المتعلقة بمثل هذه المواقف في الحرب.
تجسدت “حادثة لاكونيا” كنقطة تحول في السياسات البحرية خلال الحرب العالمية الثانية، وكذلك كمثال على التوتر الذي كان موجودًا بين الحاجة إلى الإنسانية والمصالح العسكرية في زمن الحرب.