في العشرين من أكتوبر عام ١٩٧٧، وعلى جزيرة ميندورو في الفلبين، شهدت سماءها حادثًا مروعًا أودى بحياة العديد من الأفراد وذلك في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي. كانت الطائرة المتورطة في هذا الحادث هي طائرة هليكوبتر من طراز “Sikorksky CH-53” تابعة للقوات البحرية الأمريكية (U.S. Marine Corps)، تحمل الرقم التسجيلي 157139.
كانت المهمة التي كانت تقوم بها الطائرة في ذلك الوقت هي رفع حاوية ممتلئة بالماء. ومع أن العملية بدأت بشكل عادي، إلا أنه بعد رفع الحاوية بدأت الطائرة في الدوران بشكل غير طبيعي حتى فقدت السيطرة عليها تمامًا وتماسكت بالأرض بقوة، مما أسفر عن قطع الدوار الخلفي وجزء كبير من هيكل الذيل.
يعود سبب هذا الحادث المأساوي إلى عدة عوامل. فقد تم تجهيز طائرات “CH-53” بمحركات جديدة لزيادة قوة الدوار الرئيسي وعمومًا لجعل الهليكوبتر أكثر قوة. ومع ذلك، كان من الواضح قريبًا أن الدوار الخلفي لا يمكنه توازن القوة المتزايدة التي أحدثها الدوار الرئيسي. تحت ظروف معينة، كان من الممكن أن تصبح الطائرة غير مستقرة وتفقد الاتجاه الاتجاهي. حذرت شركة “Sikorsky” من هذه الظروف، ولكن بعد مرور سبع سنوات على هذا الحادث، لم يتم تجهيز هذا الهليكوبتر بنظام “bell crank” لتثبيت الدوار الخلفي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن وزن الحاوية تجاوز قدرة الرفع للهليكوبتر بشكل كبير، ولم يتم استخدام أي قيود من قبل الركاب، مما أدى إلى تفاقم الوضع وزيادة خطورة الحادث. تعد هذه الحادثة عبرة لجميع الطائرات الهليكوبتر بضرورة احترام الحدود الفنية والتشغيلية المحددة لكل طراز، وضرورة الالتزام بإجراءات السلامة المعتمدة لضمان سلامة الركاب والطاقم على متنها.