في الثامن عشر من يناير عام 1960، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران المدني، حيث انهارت طائرة تابعة لشركة الطيران “كابيتال إيرلاينز” (Capital Airlines)، وذلك أثناء رحلتها المقررة من واشنطن العاصمة إلى نورفولك في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية. الرحلة رقم 20 كانت تستخدم طراز “فيكرز فيسكاونت 745 دي” (Vickers Viscount 745D)، والتي كانت تحمل الرقم التسلسلي N7462 ورقم الهيكل 217.
وقد وقع الحادث في منطقة تشارلز سيتي بولاية فيرجينيا، حيث اصطدمت الطائرة بأرض مغطاة بالغابات واندلعت فيها النيران عند الساعة 22:19 بالتوقيت المحلي. وقد أدى الحادث إلى مصرع جميع الأشخاص البالغ عددهم 50 راكبًا على متن الطائرة، دون وقوع أي خسائر في الأرواح على الأرض.
تشير التحقيقات إلى أن سبب الحادث يعود إلى عدم تفعيل أنظمة حماية المحرك من الجليد بشكل فوري أثناء عبور الطائرة لظروف تساقط الجليد، مما أدى في النهاية إلى توقف الأجهزة المحركة عن العمل (Flame-out) للمحركات الأربعة. وقد استمرت هذه الحالة لفترة كافية لتنخفض الطاقة الكهربائية للبطارية، مما منع تفريغ وإعادة تشغيل المحركات بكفاءة كافية للحفاظ على الطائرة في الجو.
في محاولة لاستعادة السيطرة على الطائرة، قام الطاقم بإنزال الطائرة بشكل حاد في محاولة للحصول على سرعة جوية كافية لدفع مراوح المحركات للخروج من وضعية الفيذر (Feathered positions) عن طريق حركة دوارة بفعل الرياح. في الوقت نفسه، تمت محاولات متعددة لإعادة تشغيل أحد أو أكثر من المحركات. وقد تم إعادة تشغيل المحرك رقم 4 في النهاية، وكان الطاقم قد نجح للتو في إعادة تشغيل المحرك رقم 3 عندما وقع الحادث المأساوي وتحطمت الطائرة.
تفاصيل هذا الحادث الجوي تجسد بوضوح أهمية اتخاذ إجراءات السلامة المناسبة والتزام الطواقم بتطبيق الإجراءات المقررة في حالات التساقط الجوي وظروف الطقس القاسية، حيث يمكن لتأخير التحرك في مثل هذه الحالات أن يؤدي إلى نتائج وخيمة وخسائر لا يمكن تصورها.