في يوم الخميس الموافق لتاريخ 15 سبتمبر عام 1952، شهدت منطقة وادي حلفا في السودان حادث طائرة مأساوي أودى بحياة جميع من كانوا على متنها، وذلك بسبب خطأ في التوجيه من جانب القائد الذي كان يقود طائرة من طراز دوغلاس C-47A، تابعة لشركة طيران كالينجا.
كانت الطائرة مسجلة برقم التسجيل VT-CGB وكانت تقل طاقماً مؤلفاً من ثلاثة أفراد، وبسبب الخطأ الذي وقع في التوجيه، فقد لقوا حتفهم جميعاً، دون أن يتسنى لهم النجاة. وتزيد مأساة هذا الحادث على الحقيقة بأنه لم يكن هناك أي نجاة على الأرض أيضاً، حيث لم يؤدي سقوط الطائرة إلى أي خسائر بشرية على الأرض.
تمثلت الأسباب الرئيسية لوقوع هذا الحادث الفظيع في خطأ في التوجيه الذي ارتكبه القائد، والذي تفاقم بشكل كبير بسبب غياب وسائل المساعدة اللازمة من مطار الوصول، بالإضافة إلى عدم صلاحية معدات الاتصال اللاسلكي في الطائرة، وإلى حد أقل الحالة البدنية لطاقم الطائرة. وتعتبر السبب الثانوي في وقوع الحادث هو اقتراب الطائرة الشحنية من منطقة جبلية عالية بسبب عدم يقين القائد بموقعه.
يعتبر هذا الحادث تذكيراً مؤلماً بأهمية الدقة في التوجيه الجوي، وضرورة توفير وسائل الاتصال الفعالة والموثوقة في جميع الطائرات، فضلاً عن أهمية حالة الطاقم البدنية والنفسية في ضمان سلامة الرحلات الجوية. ومن الضروري أن تكون الدروس المستفادة من هذا الحادث الأليم دائماً محل تقدير واهتمام من قبل صناعة الطيران لضمان تجنب وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.