في يوم الثاني من أبريل عام 1952، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران، حيث شهدت مدينة كيكويت في الكونغو البلجيكية حادثًا مأساويًا أودى بحياة جميع ركاب الطائرة. وكانت هذه الطائرة من طراز دوغلاس دي سي-3 تابعة لشركة سابينا، والتي كانت في رحلة لم يُعرف وجهتها بالضبط.
بمجرد إقلاع الطائرة في ذلك اليوم الحار، حدث فشل مأساوي في أحد المراوح، مما أدى إلى تلف كابلات التحكم وفقدان السيطرة على الطائرة. تسبب الفشل الذي طرأ في المحرك في توقف فجائي للمراوح، مما أدى إلى كسر جزء من محرك الطائرة وخروجه عن السيطرة، حيث انقطعت كابلات التحكم في هيكل الطائرة بفعل الضغط الهائل الذي تعرضت له من المراوح المعطلة. وقد تسبب الفشل في المحرك بالتحديد في كسر المحور الذي بدوره أدى إلى فشل في تثبيت المراوح، وهو ما أدى بدوره إلى التصادم المدمر مع التحكم في الطائرة.
لم تكن هناك فرصة للركاب أو الطاقم للتصرف، حيث أدى الفشل المتتالي للمحرك والمراوح إلى فقدان السيطرة على الطائرة بشكل كامل. ومع انقطاع الكابلات في الطائرة وعدم قدرة الطيار على استعادة السيطرة، تحطمت الطائرة بشكل مأساوي في منطقة كيكويت.
كانت نتيجة هذا الحادث الأليم خسائر فادحة، حيث لقي جميع من كانوا على متن الطائرة حتفهم، وبذلك بلغت حصيلة الضحايا البشرية 15 قتيلا. ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن هناك أي خسائر بشرية على الأرض، حيث كانت الطائرة تحلق بارتفاع كافٍ عن الأرض ولم تتعرض لتصادم مع أي مبانٍ أو منشآت.
إن هذا الحادث يبرز الأهمية القصوى لصيانة دورية وفحص دقيق لمحركات الطائرات، فضلاً عن أهمية تحسين وتطوير التقنيات والإجراءات الوقائية للحد من حوادث الطيران القاتلة. وبهذا، يظل الحادث مأساة مؤلمة تذكرنا بأهمية السلامة في صناعة الطيران، والحاجة الملحة لتعزيز الإجراءات الوقائية والتدابير الهندسية لضمان سلامة الركاب والطواقم في كل رحلة جوية.