في الرابع من يونيو عام 1993، وعلى بعد حوالي 950 ميل بحري جنوب جزيرة شيميا في ألاسكا، وقعت واحدة من أبرز حوادث الطيران التي شهدتها تلك الفترة. كانت الشركة المشغلة للرحلة الصينية الشرقية، والتي كانت رحلتها رقم 583، تقوم برحلة من مدينة شانغهاي بالصين إلى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، على متن طائرة من طراز ماكدونيل دوغلاس MD-11، والتي كانت مسجلة برقم B-2171.
وكانت هذه الرحلة تحمل على متنها 264 راكبًا، وفي تلك اللحظة المشؤومة، حين كانت الطائرة تحلق على ارتفاع يبلغ 33,000 قدم، حدثت مشكلة فنية حرجة تتعلق بنظام الأجزاء المتحركة الأمامية للجناح (الـ slats)، حيث تم نشرها بشكل غير مقصود.
وفي أعقاب ذلك، بدأت الطائرة في تعرض لتقلبات شديدة في زاوية الميل، وفقدت حوالي 5,000 قدم من ارتفاعها خلال فترة قصيرة، مما أثر سلباً على استقرارها وأمان الركاب على متنها.
تم رصد السبب الرئيسي للحادث في عيب تصميمي في مقبض تشغيل الأجزاء المتحركة للجناح، الذي كان يسمح بإزالته بسهولة من وضعية الإيقاف أو الانسحاب (UP/RET position)، مما تسبب في نشر الـ slats أثناء الطيران في وضعية الطيران الطويل (cruise flight).
وكانت النتيجة الفعلية لهذا الحادث المأساوي هي وفاة شخصين من بين الركاب على متن الطائرة، فيما لم تتأثر الأرض بأي أضرار جراء الحادث.
هذا الحادث أسفر عن دروس هامة في مجال سلامة الطيران، مع التأكيد على ضرورة تصميم أنظمة التحكم بالطائرات بدقة عالية لضمان عدم حدوث تشغيل غير مقصود للأجزاء المتحركة أثناء مراحل الرحلة المختلفة، وبخاصة في الطيران على ارتفاعات عالية مثل الطيران الطويل.