في يوم الثامن من أغسطس عام 1944، وقعت واحدة من الحوادث الجوية المأساوية التي تركت بصمة في تاريخ الطيران، عندما كانت طائرة الشركة العملاقة “بان أميريكان ورلد إيرويز” تحاول الإقلاع من مياه البحر قبالة سواحل مدينة أنتيلا في كوبا. وكانت هذه الرحلة مرقمة برقم 218 وكانت متجهة من أنتيلا إلى ميامي.
الطائرة المتورطة في الحادث كانت من طراز “سيكورسكي إس-42″، وهي من طراز القوارب الطائرة. كانت الطائرة تحمل الرقم التسجيلي NC823M وكانت تحمل اسم “هونغ كونغ كليبر”. وقد تم تصنيع الطائرة برقم تسلسلي 4201.
بينما كانت تحاول الطائرة الثالثة الإقلاع من سطح الماء في تلك الظروف المائية الصعبة، فقد فشلت وانحرفت عن السيطرة لتغرق في أعماق المحيط. وتشير التقارير إلى أن الحادث حدث نتيجة لفقدان الطيار للسيطرة، وذلك بسبب عدم خبرته ومهارته الكافية في التحكم بنوعية الطائرة الخاصة بهذا الطراز. وقد أدى ذلك إلى وفاة 17 شخصاً من بين الركاب البالغ عددهم 31 شخصاً الذين كانوا على متن الطائرة، دون أن يتعرض أي شخص من الأرض للخطر.
يظهر هذا الحادث بوضوح أهمية تدريب الطيارين وخبرتهم في التعامل مع أنواع محددة من الطائرات، خاصة تلك التي تتطلب مهارات خاصة في التحليق من سطح الماء. وبناءً على الظروف التي تم الإبلاغ عنها، يمكن القول إن الحادث كان قابلاً للتجنب لو كانت هناك خبرة كافية في التعامل مع الظروف البحرية الصعبة وفي التحكم في هذا النوع من الطائرات.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحادث يظل عبر السنين يذكرنا بأهمية السلامة في صناعة الطيران، وبضرورة التدريب الجيد والاستعداد الكامل لكل الظروف المحتملة التي قد تواجه الطيارين والطواقم الطائرة أثناء رحلاتهم.