في السادس والعشرين من ديسمبر عام 1968، وعلى قاعدة إلمندورف للقوات الجوية في ألاسكا، وقعت واحدة من الحوادث الجوية التي أرقت العالم؛ حيث كانت طائرة تابعة لشركة بان أمريكان وورلد إير وهي من طراز بوينج 707-321CF في رحلة غير منتظمة تقوم برحلتها من سان فرانسيسكو إلى أنكوراج ثم إلى كام ران باي في فيتنام.
بينما كانت الطائرة في مرحلة الإقلاع، وفي وقت مبكر جدًا بعد الإرتفاع الأساسي (VR)، بدأ جهاز الإنذار الخاص بالسرعة الخطرة في الطائرة بإصدار صوت الإنذار. ورغم أن الطائرة قد بدأت عملية الإرتفاع والصعود، إلا أنها كانت تتحرك ببطء شديد. وفي ذلك الوقت، تلامس جناح الطائرة الأيمن الأرض المغطاة بالثلوج بمسافة تبلغ 94 قدمًا عن الخط المركزي الممتد، وعلى بُعد يبلغ 2,760 قدمًا من المدرج. وفي ذلك اللحظة، انقلبت الطائرة بشكل كامل وتفتتت.
وبعد التحقيق في الحادث، تبين أن السبب الرئيسي وراء هذه الكارثة كان محاولة الإقلاع وعدم إخراج القَلَبات (الflaps) إلى وضعها المناسب. وقد جاء هذا نتيجة لمزيج من العوامل، منها: أولاً، القائمة القليلة من الإجراءات والتدابير الأمنية في قمرة القيادة؛ ثانيًا، نقص في نظام التحذير المرتبط بعمليات الطقس البارد؛ ثالثًا، سوء الممارسات التحكمية المتعلقة بنشريات خدمة الشركة المُصنعة؛ وأخيرًا، الضغوط التي فرضتها على الطاقم محاولاتهم لتلبية المواعيد الزمنية لمراقبة حركة الطيران.
هذا الحادث ليس فقط مأساويًا بسبب خسائر الأرواح البشرية الثلاث، بل أيضًا لتسليط الضوء على أهمية الإجراءات الأمنية الصارمة والتدابير الوقائية في صناعة الطيران، وخاصة في ظل الظروف الجوية القاسية.