في الساعة الخامسة والنصف صباحًا من يوم 29 نوفمبر 1938، وعلى بعد ما يقارب 10 أميال من سواحل بوينت رييس في ولاية كاليفورنيا، وقعت واحدة من الحوادث الجوية المأساوية التي أودت بحياة جميع ركابها. كانت هذه المأساة تحمل بين جنباتها قصة رحلة لشركة طيران يونايتد إيرلاينز، حيث كانت الطائرة المعنية رحلة رقم 6 التي كانت تقوم برحلة من مدينة مدفورد إلى مدينة أوكلاند.
كانت الطائرة نوعها دوغلاس دي سي 3-A-SB-3-G-14، المعروفة بموثوقيتها واستخدامها الشائع في تلك الفترة في رحلات الطيران التجاري. كانت تحمل تسجيل NC16066 وكانت رقم الهيكل 1907. وفقًا للتقارير، كان على متنها 7 أفراد، لكن الأمر المروع كان في حسمه: فكل من كان على متنها لقوا حتفهم في هذه الحادثة القاسية، بينما لم تتضرر الأرض أو سكانها بأي شكل.
وفقًا لتحقيقات الحادث، كانت الطائرة قد نفذت من وقودها، مما أدى إلى اضطرارها للهبوط الطارئ في المحيط. ويعود سبب النفاد إلى عدم قدرة الطيار على تحديد موقع الطائرة بدقة من خلال إجراءات التوجيه القياسية في الوقت المناسب بعد تقاطع خط طيران نظام الاتجاه الراديوي الخاص بأوكلاند. وتحمل التحقيقات أيضًا جزءًا من المسؤولية لمراقبي الرحلة في الشركة، الذين كانوا مكلفين بتوجيه سير الرحلة، والذين لم يقوموا بضمان سلامة الرحلة بشكل كافٍ، مما أدى إلى الهبوط القسري للطائرة في البحر بسبب نفاد الوقود.
هذه الحادثة تُسلط الضوء على أهمية الالتزام بإجراءات السلامة الجوية وضرورة توفير الوقود بشكل كافٍ لكل رحلة، فضلاً عن دور الطاقم الفني ومراقبي الرحلة في ضمان سلامة المسافرين. وبالرغم من مرور أكثر من ثمانين عامًا على هذا الحادث، فإنه يظل تذكيرًا مؤلمًا بأهمية الحذر والتأكد من اتباع كافة الإجراءات الوقائية في مجال الطيران.