في الأول من يناير عام 1995، في تمام الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، وفي مدينة فلاغستاف بولاية أريزونا، حدثت واحدة من تلك الكوارث التي تطال طائرات الشحن، حيث كانت طائرة الشحن تابعة لشركة إمباير إيرلاينز تحلق في سماء فلاغستاف باتجاه فينيكس، ولكن للأسف، لم تصل إلى وجهتها المقصودة.
كانت الطائرة المتورطة في الحادث من طراز “سيسنا 208 بي كارافان الأول سوبر كارجوماستر”، تحمل الرقم التسجيلي N746FE، وكانت تقل طاقماً يتكون من شخص واحد على متنها. ومع أسفنا الشديد، فإن الحادث أسفر عن وفاة هذا الطاقم الواحد، دون وقوع أي ضحايا في الأرض.
تفاصيل الحادث تكشف أن الطائرة كانت تحلق في زاوية انحراف ضحلة إلى اليسار قبل أن تبدأ في الانخفاض والاصطدام بالأشجار، مما أدى إلى تحطمها وتمزيقها. وتشير التحقيقات إلى أن سبب هذا الحادث المأساوي يعود إلى فشل الطيار في تكوين نظام الوقود بشكل صحيح قبل إقلاع الطائرة، فضلاً عن عدم قيامه بالحفاظ على ارتفاع ملائم فوق الأرض أثناء المناورة للعودة إلى مطار الإقلاع.
ومن بين العوامل التي ساهمت في وقوع هذا الحادث المأساوي، كانت ظروف الإضاءة المظلمة لليلة ذلك اليوم، بالإضافة إلى ارتفاعات منخفضة للغيوم، وظروف رؤية محدودة، بالإضافة إلى انشغال الطيار الناجم عن تنشيط نظام إنذار محدد اختيار الوقود على متن الطائرة. هذه الظروف الجمعية، بالتأكيد، أدت إلى إلهام الحادث الأليم الذي أودى بحياة الطيار وتحطيم الطائرة.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الحادث يسلط الضوء على أهمية تكوين الطيارين بشكل جيد والتحقق من أن جميع أنظمة الطائرة تعمل بشكل سليم قبل كل رحلة، فضلاً عن أهمية الالتزام بإجراءات السلامة أثناء الطيران، خاصة في ظروف الطقس السيئة مثل الليل الداكن والرؤية المنخفضة.