في العشرين من أغسطس عام 1962، شهدت مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل واحدة من أكثر الكوارث الجوية تأثيرًا في تاريخها، حيث وقع حادث تحطم طائرة تابعة لشركة “بانير دو برازيل” (Panair do Brazil)، والتي كانت في رحلة من ريو دي جانيرو إلى لشبونة بالبرتغال. الطائرة الضحية كانت من طراز “ماكدونيل دوغلاس دي سي-8-33” (McDonnell Douglas DC-8-33)، تحمل الرقم التسلسلي 45273/121 وتسجيل PP-PDT.
كان على متن الطائرة حوالي 105 راكب، ومن الأسف توفي 15 شخصًا في الحادث، بينما لم تتأثر الأرض بأي خسائر. حيث تم تحديد سبب الحادث بأن سببه الرئيسي كان رفض الطيارين لبدء عملية الإقلاع، مما أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة وانزلاقها على المدرج وتجاوزها له والانزلاق في البحر.
تبين لاحقًا أن السبب الفعلي وراء رفض بدء عملية الإقلاع كان خطأ في ضبط جزء مهم من الطائرة وهو “الستابلايزر” (Stabilizer)، حيث تم تغيير إعداده من وضعية توجيه الأنف لأعلى إلى وضعية توجيه الأنف لأسفل، مما أدى إلى فقدان التوازن وعدم القدرة على الاستمرار في الإقلاع بشكل آمن. ومن الواضح أن هذا الخطأ في الضبط كان نتيجة لقرار متأخر بإلغاء عملية الإقلاع بعد أن تم البدء فيها، مما جعل من الصعب على الطيارين استعادة السيطرة على الطائرة وتجنب الكارثة.
تعتبر هذه الحادثة مثالًا مروعًا على أهمية تقديم القرارات الصحيحة في الوقت المناسب أثناء عمليات الطيران، وأهمية فحص وضبط الأجهزة والمعدات بشكل دقيق قبل كل رحلة. ومن خلال تحليل هذه الحوادث يتم استخلاص الدروس والتوصيات التي تساهم في تعزيز سلامة صناعة الطيران وتجنب تكرار الأخطاء في المستقبل.
للمزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على تقرير الحادث المنشور على موقع Aviation Safety Network عبر الرابط التالي:
https://aviation-safety.net/database/record.php?id=19620820-0