في الثامن من سبتمبر عام 1954، تعرضت جزيرة تيرسيرا في أزوريس، البرتغال، لواحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخها، حيث اصطدمت طائرة تابعة لشركة “أفيانكا” بسلسلة جبال بعد أن تعرضت لظروف جوية سيئة أدت إلى تحويل مسارها عندما كانت في رحلتها من لاخيش في أزوريس إلى برمودا. كان على متن الطائرة من طراز لوكهيد 749A-79 كونستيليشن، والذي كان يحمل التسجيل HK-163، مجموعة من الركاب والطاقم تبلغ 30 شخصًا.
بعد إقلاع الطائرة، تسبب خطأ من قبل الطاقم في تحويل مسار الطائرة بشكل معاكس للاتجاه المحدد، حيث أدى عدم تنفيذ الطيار لإجراءات الصعود الطبيعية بعد الإقلاع إلى قيامه بدوران إلى اليسار بدلاً من اليمين، مما أدى إلى اصطدام الطائرة بالجبال بدلاً من التحليق في اتجاه البحر. تسبب هذا الخطأ البشري في وفاة جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة، حيث بلغ عدد الضحايا 30 شخصًا، دون وقوع أي خسائر في الأرواح على الأرض.
تعتبر هذه الكارثة تذكيرًا مأساويًا بأهمية الامتثال للإجراءات الجوية الصارمة وضرورة التدريب المكثف لطواقم الطيران لضمان سلامة الرحلات الجوية وتفادي الأخطاء البشرية التي يمكن أن تؤدي إلى كوارث مميتة.