حادث الطائرة الصينية في اليابان

في يوم الثلاثاء الموافق للسادس والعشرين من أبريل عام 1994، وقع حادث طائرة مأساوي قرب مدينة كوماكي في مقاطعة آيتشي باليابان، حيث كانت الطائرة تقوم برحلة تجارية تابعة لشركة الطيران الصينية (تايوان)، الرحلة رقم 140، والتي كانت تستهدف الوصول إلى مطار ناغويا قادمة من تايبه.

الطائرة المتورطة في هذا الحادث كانت من طراز إيرباص A300B4-622R، والتي كانت مسجلة برقم التسجيل B-1816، ورقم الهيكل 580. وبحمولة إجمالية على متنها تقدر بـ 271 شخصًا، شهدت الحادث خسائر فادحة حيث بلغ عدد الوفيات 264 شخصًا، فيما لم تسجل أي إصابات بين الأشخاص على الأرض.

حسب البيانات المتوفرة، فإن سبب الحادث يعود إلى تداخل في عمليات تحكم الطائرة أثناء الهبوط، حيث أن الضابط الثاني (المساعد) بشكل غير مقصود قام بتشغيل مقبض الإقلاع والصعود (TOGA) عندما كانت الطائرة في ارتفاع يبلغ 1000 قدم، مما أدى إلى تعرض الطائرة لوضعية خطرة. حاول طاقم الطائرة التصدي لهذا الوضع عن طريق إيقاف نظام التحكم الآلي في الدفع وتقليل سرعة الهواء، لكن ذلك لم يكن كافياً، حيث انحرفت الطائرة عن السيطرة وتعرضت للانقلاب واصطدمت بالمدرج بالمؤخرة أولاً ثم اشتعلت في النيران.

تشير التحقيقات إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا الحادث كان تشكل خلل كبير في توازن الطائرة بسبب تحرك لوحة الذيل بشكل تلقائي ودون اكتشاف إلى أقصى وضعية للانحراف إلى الأعلى، مما جعل الطائرة ترتفع بزاوية شديدة حتى حدوث الانهيار. ومن الجدير بالذكر أن الطاقم كان بإمكانه إنقاذ الطائرة حتى في اللحظات الأخيرة لو تبع الإجراءات الأساسية للتحكم بالطائرة وقام بإيقاف نظام الطيران الآلي.

تعتبر هذه الحادثة واحدة من الحوادث الجوية الفاجعة التي تُسجل في تاريخ الطيران المدني، وقد أسفرت عن فقدان العديد من الأرواح وخلفت حزناً عميقاً في أوساط عائلات الضحايا وفي الأوساط الجوية العالمية، كما أثارت تساؤلات واسعة حول سلامة الطيران التجاري وأهمية التدريب والإجراءات الأمنية في تجنب حوادث مماثلة في المستقبل.