في يوم الاثنين، السابع والعشرين من يوليو عام 1953، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية تعقيداً وتأثيراً في تاريخ الطيران، حيث ارتسمت خطوط الصراع السياسي والعسكري في فترة الحرب الكورية على سماء شمال كوريا بشكل مأساوي. كانت ساعة الظهيرة تقريباً عندما كانت طائرة من طراز إيليوشن IL-12 تابعة لشركة “أيروفلوت” تحلق في سماء قرب منطقة كانججي الواقعة في شمال كوريا.
الطائرة، التي كانت تحمل على متنها 21 راكباً، كانت في رحلة غير معروفة المسار والوجهة، حيث لم يتم توثيق أي معلومات حول رقم الرحلة أو الوجهة المحددة للطائرة. ومع ذلك، كانت مصيرها محتوماً بعدما صدمتها صواريخ من طائرة مقاتلة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز F-86.
بحسب التقارير، فإن الطائرة الروسية كانت قد اخترقت المجال الجوي الصيني، وهو ما دفع القوات الأمريكية لاعتبارها تهديداً وتنفيذ الهجوم. تعتبر الأحداث التي أعقبت الهجوم تجسيداً واضحاً للتوترات السياسية والعسكرية التي كانت تسود المنطقة في ذلك الوقت.
بعد الهجوم، لم ينج أي من ركاب الطائرة، حيث بلغت حصيلة الضحايا البشرية 21 شخصاً، فيما لم تتأثر الأرض بأية أضرار نتيجة لسقوط الطائرة. تبنت الحكومة الروسية الطائرة وادعت أنها كانت في الأجواء الصينية، ما أثار مزيداً من التوتر بين القوات الأمريكية والروسية في ذلك الوقت.
تعتبر هذه الحادثة جزءاً من سجل الصراعات الجوية التي وقعت خلال فترة الحرب الكورية، حيث امتزجت فيها الأجندات السياسية بالأحداث العسكرية، ودمجت فيها الأماني الوطنية بمأساة الضحايا البريئين الذين لقوا حتفهم في هذا النزاع المعقد.