جيهان رولينج، المعروفة عالميًا بكاتبة سلسلة روايات “هاري بوتر”، وُلدت في 31 يوليو 1965 في ييتون بمدينة يوركشاير بإنجلترا. تربت رولينج في أوقاتٍ صعبة، حيث عانت من طلاق والديها وصعوبات مالية. وبالرغم من ذلك، فقد أثرت هذه التجارب على أعمالها الأدبية لاحقًا، وأضافت عمقًا وإحساسًا بالواقعية إلى قصصها.
عملت جيهان رولينج كمدرسة للغة الإنجليزية في الخارج بعد تخرجها من جامعة إكستر في عام 1986. وخلال رحلة بالقطار من مانشستر إلى لندن في عام 1990، جاءت لها فكرة شخصية هاري بوتر وعالمه السحري. بدأت بكتابة الرواية الأولى “هاري بوتر وحجر الفيلسوف” على الفور، وتواجه خلال ذلك الفترة العديد من التحديات الشخصية والمالية.
لم تكن البداية سهلة لرواية “هاري بوتر وحجر الفيلسوف”، حيث رُفضت العديد من دور النشر الأولى للرواية، ولكن في النهاية قبلت دار النشر بلومزبري، وصدرت الرواية في عام 1997. ومن هنا بدأت مسيرة النجاح الهائلة لجيهان رولينج وهاري بوتر.
تبعت رولينج السلسلة بستة أجزاء إضافية، وأصبحت سلسلة هاري بوتر واحدة من أكثر السلاسل الأدبية مبيعًا في التاريخ، مع مبيعات تجاوزت أكثر من 500 مليون نسخة حول العالم. كتبت رولينج أيضًا ثلاثة كتب تابعة لعالم هاري بوتر بعد انتهاء السلسلة الرئيسية، بما في ذلك “قصة هاري بوتر ولعنة الطفل” و”قصة هاري بوتر وأمير الدماء النصفي” و”قصة هاري بوتر وطفل ملعون”.
بالإضافة إلى نجاحها الأدبي، اشتهرت جيهان رولينج بأعمالها الخيرية وتبرعاتها الضخمة. وقد أسست مؤسسة “بروكسباين” التي تعمل على دعم الأطفال الفقراء وتحسين الأوضاع التعليمية لهم.
تجسدت شخصية جيهان رولينج كمثال للإرادة والصمود، حيث تغلبت على الصعاب والتحديات لتحقق أحلامها وتصنع إرثًا أدبيًا لا يُنسى وتأثيرًا إيجابيًا على ملايين القرَّاء حول العالم.
المزيد من المعلومات
بعد نجاح سلسلة هاري بوتر، استمرت جيهان رولينج في الكتابة والعمل الخيري. في عام 2012، قدمت رولينج رواية للبالغين تحت اسم “قلب من الحجر” بقلمها الحقيقي، وهي رواية بوليسية تتناول قصة مغامرة وإثارة في بلدة صغيرة بريطانية.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت رولينج سلسلة كتب “تعقب بوركسبان”، وهي سلسلة تحمل رسائل وقيمًا تربوية للأطفال، تعاونت فيها مع الكاتبة الإسكتلندية إليانور غودمان. تتناول السلسلة قصصًا تركز على المغامرات والصداقة والتسامح، وتهدف إلى تعزيز القيم الإيجابية لدى الأطفال.
وفي عام 2016، قدمت رولينج قصة قصيرة تحت عنوان “هاري بوتر والطفل لعين” كجزء من مجموعة قصصية لمؤلفين مختلفين تسمى “تحت غطاء”، والتي تهدف إلى دعم منظمة الأمم المتحدة لمساعدة الأطفال اللاجئين. كما قدمت رولينج العديد من القصص القصيرة والمقالات لصالح الصحف والمجلات، حيث تعبر فيها عن آرائها وتجاربها الشخصية.
على الصعيد الخيري، أسست جيهان رولينج مؤسسة “بروكسباين” في عام 2005، وهي مؤسسة تهدف إلى مساعدة الأطفال والشباب المحتاجين في جميع أنحاء العالم من خلال توفير الدعم المالي للمشاريع التعليمية والصحية والاجتماعية. وقد تبرعت رولينج بمبالغ كبيرة من عائدات كتبها لهذه المؤسسة، مما ساهم في تحقيق نجاحات عديدة في مجالات التعليم والصحة وتحسين ظروف الحياة للفئات الأكثر احتياجًا.
باعتبارها واحدة من أبرز الكتّاب المعاصرين، فإن جيهان رولينج تمثل نموذجًا للإصرار والتفاني في مجال الكتابة والعطاء الخيري. تفوقت على الصعاب الشخصية والمهنية لتصنع لنفسها مسارًا مميزًا في عالم الأدب وتكون قدوة للكثيرين في مجتمعها وخارجه.