حول جهاز Skyla (اللولب الهرموني) للوقاية من الحمل
يعد جهاز Skyla أحد الخيارات الحديثة المستخدمة في تنظيم الحمل، ويتميز بكونه جهازاً هرمونياً داخل الرحم (IUD)، يستخدم لتوفير حماية طويلة المدى من الحمل. تم تطويره وتقديمه في السوق في 16 فبراير 2016، ويمثل خياراً شائعاً بين النساء الباحثات عن وسيلة منع حمل فعالة، غير مرتبطة بتناول الأدوية بشكل يومي أو شهري. ومع ذلك، كما هو الحال مع العديد من الأدوية والوسائل الطبية، يواجه بعض المرضى تحديات وتجارب متفاوتة في استخدامه، وهو ما يتطلب معرفة دقيقة بتجربة المرضى المختلفة، وكذلك تأثيراته الفعّالة والتحديات المصاحبة له.
طريقة عمل جهاز Skyla
جهاز Skyla هو جهاز صغير الحجم، يُوضع داخل الرحم بواسطة الطبيب المتخصص، ويعمل على إفراز هرمون البروجستين بشكل مستمر داخل الرحم. يساعد هذا الهرمون على منع الحمل بعدة طرق، أبرزها:
- تسمك مخاط عنق الرحم: مما يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة.
- تغيير بطانة الرحم: بحيث تصبح غير صالحة لاستقبال البويضة المخصبة.
- منع الإباضة: في بعض الأحيان، قد يمنع الجهاز المبيض من إطلاق البويضة.
وبفضل هذه التأثيرات، يتمتع جهاز Skyla بنسبة فعالية مرتفعة في منع الحمل تصل إلى 99% أو أكثر.
تجربة أحد المرضى مع جهاز Skyla
نظراً لأن تجربة استخدام جهاز Skyla قد تختلف من شخص لآخر، من المهم عرض تجربة إحدى المستخدمات لهذا الجهاز للحصول على فكرة عامة عن الفوائد والعيوب المحتملة. تقول إحدى المرضى التي استخدمت جهاز Skyla لمدة عام كامل:
“لقد حصلت على جهاز Skyla IUD منذ عام مضى، وذلك في محاولة لحل مشكلة انخفاض الرغبة الجنسية التي كانت تنتج عن استخدامي لحبوب منع الحمل الفموية التي كنت أتناولها لمدة 4 سنوات. كانت عملية إدخال الجهاز مؤلمة للغاية في البداية. بعد ذلك، استمر النزيف لمدة أسبوع تقريباً، ثم توقفت الأعراض لفترة. ولكن بعد شهرين، بدأت ألاحظ ظهور نزيف وآلام شديدة في البطن تقريباً كل يوم لمدة شهرين. عند استشارة الطبيب، قال لي أن كل شيء على ما يرام. تحسنت حالتي لفترة، ولكن في حوالي الشهر السابع والثامن من استخدام الجهاز، بدأت أشعر بألم مستمر أثناء ممارسة العلاقة الحميمة. عدت للطبيب، وأظهرت الفحوصات أن الجهاز قد تحرك وأصبح أحد الأذرع يدفع في جدار الرحم، مما دفعني لإزالته. على الرغم من هذه التجربة السلبية، فإنني لم أتعرض لزيادة في الوزن كما كنت أخشى، وشعرت بتقليص الانتفاخ بشكل عام.”
تعتبر هذه التجربة مثالاً على الصعوبات التي قد يواجهها بعض المرضى عند استخدام جهاز Skyla، على الرغم من أن الفوائد التي ذكرها المريض مثل الحد من الانتفاخ وعدم زيادة الوزن تعتبر نقاط إيجابية.
تقييم فعالية جهاز Skyla
تُظهر تجربة هذه المريضة بعضاً من الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث عند استخدام جهاز Skyla، مثل النزيف المستمر، الألم أثناء الجماع، والتحرك غير المتوقع للجهاز داخل الرحم. على الرغم من هذه التجارب، فإن فعالية جهاز Skyla في منع الحمل تظل مرتفعة جداً. حيث أظهرت الدراسات السريرية أن جهاز Skyla يحقق نسبة فعالية عالية تصل إلى 99% أو أكثر، وذلك عندما يتم وضعه بشكل صحيح داخل الرحم.
ومع ذلك، تختلف فعالية الجهاز بناءً على استجابة الجسم الفردية، حيث قد يعاني بعض المرضى من آثار جانبية مثل النزيف أو التغيرات في الدورة الشهرية، في حين قد لا يعاني البعض الآخر من أي مشاكل على الإطلاق. يمكن أن تكون هذه الاختلافات ناتجة عن عوامل عدة، منها التشريح الشخصي للرحم أو كيفية استجابة الجسم لهرمون البروجستين.
موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) على جهاز Skyla
تمت الموافقة على جهاز Skyla من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 16 فبراير 2016، وهو ما يمثل علامة هامة على سلامته وفعاليته في الاستخدام. ومنذ ذلك الحين، أصبح Skyla خياراً شائعاً بين النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة وطويلة الأمد للوقاية من الحمل.
ومع مرور الوقت، بدأ الكثير من الأطباء في التوصية باستخدام هذا الجهاز للنساء اللواتي يعانين من مشاكل في وسائل منع الحمل التقليدية، مثل الحبوب الفموية التي قد تؤدي إلى تغيرات في المزاج أو زيادة الوزن.
عدد مرات وصف جهاز Skyla من قبل الأطباء
وفقا للإحصائيات الطبية، يتم وصف جهاز Skyla بشكل متزايد في الولايات المتحدة، حيث سجلت الدراسات أنه تم وصفه في حوالي 2 مليون حالة حتى الآن. يتميز جهاز Skyla بكونه أكثر ملاءمة للنساء اللواتي يرغبن في وسيلة فعالة وطويلة الأمد، ويبحثن عن خيار خالٍ من الهرمونات المركبة التي توجد في وسائل منع الحمل الأخرى.
ومع ذلك، في حالة وجود أي مشاكل صحية مرتبطة بالجهاز أو شعور بعدم الارتياح، يجب على النساء العودة إلى الطبيب لتقييم الوضع، حيث يتطلب بعض الحالات إزالة الجهاز أو استبداله.
الآثار الجانبية والمخاوف المرتبطة باستخدام جهاز Skyla
رغم فعاليته العالية، إلا أن جهاز Skyla ليس خالياً من الآثار الجانبية التي قد تواجهها بعض النساء. يمكن أن تشمل هذه الآثار:
- النزيف غير المنتظم: والذي قد يستمر لعدة أشهر بعد إدخال الجهاز.
- الألم أثناء الجماع: كما هو الحال في حالة المريضة المذكورة سابقاً، قد يعاني بعض المرضى من الألم أثناء العلاقة الحميمة بسبب تغير وضعية الجهاز داخل الرحم.
- الصداع والغثيان: قد تظهر بعض الأعراض الجانبية المرتبطة بالهرمونات مثل الصداع أو الغثيان.
- التقلصات: قد يعاني بعض المستخدمين من التقلصات المستمرة التي قد تكون غير مريحة في البداية.
ختاماً
يعد جهاز Skyla أحد الخيارات الموثوقة التي تقدم حماية طويلة الأمد ضد الحمل، ولكن من المهم أن يتم استخدامه تحت إشراف طبي دقيق لتجنب أي مضاعفات محتملة. كما يجب على النساء الذين يفكرن في استخدامه أن يتحدثن مع طبيبهن حول أي مخاوف صحية أو تجارب سابقة مع وسائل منع الحمل الأخرى. مع مرور الوقت، يمكن أن يتحسن الوضع مع التأقلم مع الجهاز، ولكن في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى تعديلات أو إزالة الجهاز إذا ظهرت أي مشاكل غير متوقعة.
إذا كنتِ تفكرين في استخدام جهاز Skyla أو أي وسيلة منع حمل أخرى، من المهم أن تناقشي الخيارات المتاحة مع طبيبك لتحديد الخيار الأنسب لكِ بناءً على حالتك الصحية وتفضيلاتك الشخصية.