جزر هاواي الرئيسية

تقع جزر هاواي في قلب المحيط الهادئ، وتعدّ واحدة من أبرز وأشهر الوجهات السياحية والطبيعية في العالم، لما تتمتع به من تنوع جيولوجي ومناخي وبيئي وثقافي استثنائي. تتألف هاواي من مجموعة من الجزر البركانية التي تشكلت بفعل نشاط بركاني على مدى ملايين السنين، وتنتمي سياسياً إلى الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الولاية الخمسين. ومع أن الولاية تتكون من أكثر من 130 جزيرة صغيرة وجزيرة مرجانية، فإنّ هناك ثماني جزر رئيسية تُعتبر المركز الحضاري والاقتصادي والثقافي للمنطقة، وهي التي يُشار إليها عادة عند الحديث عن “جزر هاواي”.

هذه الجزر الرئيسية هي: هاواي (الجزيرة الكبيرة)، ماوي، أواهو، كاواي، مولوكاي، لاناوي، نيهاو، وكاهولاوي. ولكل من هذه الجزر طابعها الجغرافي والتاريخي والثقافي الفريد، مما يمنح هاواي طابعًا متنوعًا يندر مثيله في أي أرخبيل آخر.

1. هاواي (الجزيرة الكبيرة – Big Island)

الجزيرة الأكبر مساحة بين جميع جزر الأرخبيل، وتبلغ مساحتها حوالي 10,432 كيلومتر مربع، ما يجعلها بحجم جميع الجزر الأخرى مجتمعة تقريباً. تُعرف أيضاً باسم “الجزيرة الكبيرة” لتفادي الخلط بينها وبين اسم الولاية.

تتميز الجزيرة الكبيرة بنشاطها البركاني المستمر، حيث تضم بركان “ماونا لوا” أحد أكبر البراكين في العالم، و”كيلوا” البركان الأكثر نشاطًا على سطح الأرض. وتحتوي الجزيرة على خمسة براكين رئيسية، أربعة منها لا تزال نشطة.

الجزيرة الكبيرة متنوعة من حيث المناخ والتضاريس، حيث يمكنك الانتقال من الصحارى البركانية إلى الغابات الاستوائية، ومن الشواطئ السوداء إلى القمم المغطاة بالثلوج. كما تحتوي على متنزه هاواي للبراكين الوطني، وهو موقع تراث عالمي لليونسكو.

تُعد الجزيرة مركزًا مهمًا للفلك بفضل مرصد “ماونا كيا”، الذي يضم أكبر تلسكوبات العالم، وموقعًا لزراعة البن والفواكه الاستوائية والأناناس.

2. ماوي (Maui)

ثاني أكبر جزيرة في هاواي بمساحة تقارب 1,884 كيلومتر مربع. تُعرف بجمالها الطبيعي المذهل ومناخها المعتدل، وهي مفضلة بين الزوار لما تتمتع به من مناظر خلابة، لا سيما على طول الطريق الشهير “هانا”، الذي يعبر الغابات والمزارع والشلالات.

تتكون الجزيرة من بركانين رئيسيين، هما “هاليكالا” في الشرق و”ماوي الغربية” في الغرب. ويبلغ ارتفاع قمة “هاليكالا” أكثر من 3,000 متر، وتُعد واحدة من أكبر الفوهات البركانية الخاملة في العالم.

ماوي مشهورة أيضًا بالحيتان الحدباء التي تهاجر إليها في فصل الشتاء، ما يجعلها وجهة مثالية لمراقبة الحياة البحرية. وتضم الجزيرة شواطئ عالمية المستوى ومزارع القصب والأناناس.

3. أواهو (Oʻahu)

تُعد جزيرة أواهو الأكثر كثافة سكانية بين جميع الجزر، وهي القلب الحضري والاقتصادي والسياسي لهاواي، إذ تحتوي على العاصمة هونولولو وميناء بيرل هاربر التاريخي.

تبلغ مساحتها حوالي 1,545 كيلومتر مربع، وهي موطن لحوالي 70% من سكان الولاية. تجمع أواهو بين التمدن والطبيعة، حيث تجد ناطحات السحاب بجوار الجبال والشواطئ، كما تحتضن المعالم الشهيرة مثل “شاطئ وايكيكي” وجبل “دياموند هيد”.

تُعرف الجزيرة بلقب “مكان التجمع” (The Gathering Place)، وهي مركز حيوي للثقافة والتعليم والتجارة، وتضم جامعة هاواي ومتاحف عديدة.

4. كاواي (Kauaʻi)

تُلقب بـ “الجزيرة الحدائقية” نظرًا لغاباتها المطيرة الكثيفة وطبيعتها البكر. تبلغ مساحتها حوالي 1,456 كيلومتر مربع، وهي رابع أكبر جزر هاواي من حيث الحجم.

كاواي هي أقدم جزر الأرخبيل جيولوجيًا، وتتميز بمرتفعاتها العميقة وسهولها الساحلية الواسعة. تُعد “وادي وايميا” من أبرز معالمها، ويُعرف باسم “غراند كانيون الهاواي”. كما تحتوي على ساحل “نا بالي” الشهير، الذي لا يمكن الوصول إليه إلا بالقوارب أو بالطائرات المروحية أو عبر الترحال الطويل.

تُعتبر الجزيرة ملاذًا لمحبي المغامرة والطبيعة، وتضم مسارات مشي طويلة وشلالات مذهلة ومناطق للغطس.

5. مولوكاي (Molokaʻi)

تُعد خامس أكبر جزر هاواي بمساحة تصل إلى نحو 673 كيلومتر مربع، وهي جزيرة قليلة التطور مقارنة بأخواتها، مما يمنحها طابعاً تقليدياً ومحافظاً على الروح الهاواية الأصيلة.

مولوكاي تُعرف بلقب “الجزيرة الصديقة”، ويقطنها مجتمع زراعي صغير يفضل الحفاظ على بيئته الطبيعية والثقافية. وتضم الجزيرة واحدة من أعلى المنحدرات البحرية في العالم، وتطل على أطول شواطئ الرمال البيضاء في الولاية.

من الناحية التاريخية، تشتهر مولوكاي بمستعمرة المصابين بالجذام في منطقة “كالابا”، حيث عاش القديس “داميان” البلجيكي الذي خدم المرضى هناك.

6. لاناوي (Lānaʻi)

تُعرف باسم “جزيرة الأناناس” لأنها كانت في السابق مركزاً لإنتاج الأناناس من قبل شركة “دول” Dole. تبلغ مساحتها حوالي 364 كيلومتر مربع، وهي جزيرة ذات كثافة سكانية منخفضة.

تتمتع لاناوي بمناظر طبيعية خلابة وشواطئ منعزلة وفنادق فاخرة، وتجذب الزوار الذين يبحثون عن الهدوء والخصوصية. ومن أبرز معالمها “حديقة الآلهة” (Keahiakawelo) ذات التكوينات الصخرية الغريبة، و”شاطئ هيولوبوي” الذي يُعد مثالياً للسباحة والغوص.

7. نيهاو (Niʻihau)

جزيرة مغلقة أمام السياحة العامة، وتُعرف باسم “الجزيرة المحرّمة”. تبلغ مساحتها حوالي 180 كيلومتر مربع، ويُقال إنها مملوكة من قبل عائلة روبنسون منذ القرن التاسع عشر.

يُقيم في نيهاو عدد قليل من السكان الذين يتحدثون اللغة الهاواية بطلاقة، ويعيشون حياة بسيطة تعتمد على الزراعة والصيد. ولا يمكن زيارة الجزيرة إلا بإذن خاص، ما جعلها مكانًا محافظًا على التقاليد القديمة واللغة الهاواية دون تأثيرات خارجية.

8. كاهولاوي (Kahoʻolawe)

أصغر الجزر الرئيسية بمساحة تبلغ حوالي 116 كيلومتر مربع، وهي جزيرة غير مأهولة بالسكان بسبب استخدامها سابقاً كميدان تدريب عسكري من قبل القوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها.

عانت الجزيرة من تدمير بيئي واسع النطاق، ولكن منذ أواخر القرن العشرين بدأ العمل على استعادة النظام البيئي فيها وإزالة المتفجرات غير المنفجرة. وتُدار اليوم من قبل منظمات غير ربحية ومجتمعات هاواية تسعى لإعادة تأهيلها كرمز ثقافي وتاريخي.

جدول: مقارنة بين الجزر الرئيسية في هاواي

تمثل جزر هاواي الرئيسية نموذجًا متكاملًا للتنوع الطبيعي والثقافي والبيئي. كل جزيرة تقدم تجربة فريدة من نوعها، من البراكين النشطة والقمم الجبلية المغطاة بالثلوج إلى الشواطئ الحالمة والغابات المطيرة. ويمنح هذا التنوع الزائر والباحث والمستكشف فسحة واسعة من التجارب والمعرفة. هاواي ليست مجرد وجهة سياحية، بل هي فسيفساء من الحياة، تروي حكايات الزلازل والرياح والنار والماء، وتجمع بين التراث العميق والتنوع الحديث.

المراجع:

• Hawaii Tourism Authority

• National Park Service – Hawaii Volcanoes

• University of Hawaii – Institute for Astronomy

• The Nature Conservancy – Hawaii

• U.S. Geological Survey – Hawaiian Volcano Observatory

• Office of Hawaiian Affairs