“جاك ماغز” هو رواية مذهلة تتناول قصة الهوس، حيث يظهر جاك ماغز كشخصية ملفتة للانتباه، فهو سجين سابق من أصول استرالية يعود إلى إنجلترا بغرض الانتقام والمصالحة. تأتي الرواية من قلم الكاتب بيتر كاري، الحائز على جائزة بوكر، وتعتبر رواية قوية وحية تتناول لندن في عصر ديكنز، مليئة بالغموض والعلم والعاطفة.
تدور أحداث الرواية في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، حيث يقوم جاك ماغز، الذي نشأ كيتيم معتاد على فنون السرقة، بالعودة إلى إنجلترا تحت تهديد الإعدام. ينجح في التسلل إلى منزل في شارع جريت كوين، حيث يورط نفسه بسرعة في مشاكل عاطفية مختلفة، ويأتي توبياس أوتس، الكاتب الشاب المشهور بفضوله حول عملية التنويم المغناطيسي والهوس بالعقل الإجرامي، ليضيف للميليو النار.
من هذا البيئة العصية تخرج مجموعة من الشخصيات الزاهية الملونة في سعيها الخطير نحو الحب، سواء الرومانسي أو الأسري، كل منها يحمل أسرارًا ورغبات سرية قد تقودهم إلى الدمار المحتوم. ومع تلاقي مؤامراتهم المختلفة، يظل الشخص الساحر في المركز هو جاك ماغز نفسه، مخيفًا ومبهمًا وجذابًا بشكل لا يمكن إنكاره.
تقدم الرواية نظرة جديدة وجريئة على عالم ديكنز في القرن العشرين، حيث تصفها بعض المراجع بأنها “رواية ديكنز بعد الاستعمار في القرن العشرين”. تتناول بشكل جريء وعميق الصراعات السلطوية وقصة حب مزدوجة وقصة بحث وقصة عن الخداع والتمويه. إنها قصة الاستحواذ، سواء على الميراث، أو على روح شخص آخر، أو على مصيرك الخاص، وقصة احتلال الكاتب لشخصية أخرى.
تعتبر الرواية مثيرة ومشوقة بشكل غير عادي، حيث يُعتبر بيتر كاري، بقدر ما يُكتب الآن، سيدًا في فن السرد. تمتاز رواياته بالتعاطف مع شخصياته، مما يجعلها تتحول إلى حقيقة تقريبًا، مع تركيبة عقلانية ناضجة. ويضيف أسلوبه المميز الملون، الدقيق، والمفاجئ إلى الصور واللغة، ليتناسب مع الذكاء السريع والذكاء الواعي الذي يتلألأ في هذه الرواية، مما يجعلها انتصارًا للاتهام الصاخب، والتفكير الإنساني، والسخاء الإبداعي.
وتُعتبر الكتابة والتأملات الفلسفية في أعلى درجاتها، حيث تُضاهى أو تتجاوز أعماله السابقة. إنها رواية مثيرة ومكتوبة بجمالية، مع نهاية سعيدة مرضية للغاية، ومع أحداث وجو وأفكار تبقى في الذهن.
تم نشر الرواية من قبل دار النشر نوبف في يناير من عام 1998، وتصنف تحت فئتي الخيال والأدب الأدبي.