“يجسد الروائية الشهيرة ماري رينو هذه المرة، في روايتها الطموحة والمبدعة بعنوان “يجب أن يموت الملك”، البطل الأسطوري ثيسيوس، وتغزل قصته إلى سرد مثير ومثير للسرعة. تبدأ رينو بسرد سنوات ثيسيوس الأولى، مُظهرة كيف أن غموض هوية والده وصغر حجمه يولّدان الشكوك التي تدفعه نحو تصرفاته الشبابية المشاغبة. مع تقدمه إلى إليوسيس، أثينا، وكريت، ينضج لعبه وميله للمقالب إلى شجاعة محاولة الأعمال البطولية الفردية، والشهامة والقيادة التي كان معروفاً بها على ساحات المعركة، والحنكة المقدامة التي يظهرها في التنقل داخل المتاهة وقتل الثور المينوتور. في ما قد يكون أكثر رواياتها ابتكارًا في اليونان القديمة، تُلقي رينو ثيسيوس في وضعية أصلية مفاجئة؛ حيث تستخرج الإنسانية المعيبة من البطل البرونزي، وتستحضر المعقول من الخيالي.
وتتنوع أحداث الرواية بين القوة والتحدي، وتتخللها لمسات من الغموض والإثارة التي تحافظ على تشويق القارئ على مدار القصة. بفضل قدرتها الفنية على إبراز التفاصيل وتصوير المشاهد بحيوية متناهية، تأخذنا رينو في رحلة عبر الزمن إلى عالم اليونان القديمة، حيث تتمازج الأساطير مع الواقع بأسلوب مدهش وممتع.
تعتبر هذه الرواية إضافة مميزة إلى مكتبة الأدب اليوناني، فهي ليست مجرد قصة عادية، بل تمثل رؤية جديدة ومثيرة لحياة أحد أشهر الأبطال في التاريخ اليوناني، مما يجعلها ملهمة للقراء من مختلف الأعمار والثقافات.
صدرت الرواية عن دار “فينتيج بوكس” في فبراير عام 1988، ومنذ ذلك الحين لاقت استحساناً واسعاً من النقاد والقراء على حد سواء، مما يجعلها واحدة من الأعمال الأدبية اللازم قراءتها لمن يهوى السفر عبر العصور واستكشاف أعماق الشخصيات الأسطورية.”