في العام 1600، شهد العالم حدثًا بيئيًا مدمرًا ولافتًا عندما ثار بركان “هواينابوتينا” في بيرو. هذا الحدث الكارثي وقع في اليوم التاسع عشر من شهر فبراير، حيث أطلق البركان النار والرماد على المنطقة المحيطة به، مما أسفر عن أحداث كارثية تاريخية لا تُنسى.
“هواينابوتينا” هو بركان من نوع Stratovolcano، ويقع في بيرو بالتحديد، على خط طول -70.85 وخط عرض -16.608، وارتفاعه يصل إلى 4850 مترًا فوق سطح البحر. كان هذا البركان جزءًا من النظام البركاني في جبال الأنديز، ولكن تفجيره الهائل في تلك الفترة كان يعد واحدًا من أقوى الثورانات البركانية في التاريخ.
تُعد الثورة البركانية التي وقعت في “هواينابوتينا” ذات تصنيف VEI (مؤشر الانفجار البركاني) 6.0، مما يشير إلى أنها كانت ثورة هائلة ومدمرة. تأثير هذا الانفجار لم يكن محدودًا إلى البيئة المحلية فقط، بل امتد إلى مستويات عالمية، حيث تم تسجيل تأثيرات جوية كبيرة بسبب الرماد والغازات البركانية التي انتشرت في الغلاف الجوي.
سُجلت خسائر بشرية هائلة جراء هذا الثوران، حيث بلغ عدد الوفيات نحو 1500 شخص، وكانت الوفيات ناتجة عن مختلف الآثار السلبية للانفجار، بما في ذلك الحمم البركانية، والتدفقات الحارة، والزلازل الناتجة. تصاحب هذه الفاجعة وصف بمستوى 4.0، مما يظهر حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة المحيطة.
لم يقتصر التأثير الكارثي على البشر فقط، بل طال البركان أيضًا البنية التحتية والممتلكات. تسبب البركان في تدمير عدد كبير من المنازل، مما أدى إلى فقدان المأوى للعديد من الأسر وتشريد السكان.
تُعد هذه الكارثة البركانية في “هواينابوتينا” واحدة من الأحداث الطبيعية البارزة في تاريخ البشرية، حيث أثرت بشكل كبير على البيئة والحياة اليومية للسكان المحليين. يظل هذا الحدث يسلط الضوء على قوة الطبيعة وتأثيرها الكبير على الحضارات البشرية، ويذكرنا بأهمية فهم ودراسة البراكين لتحسين استعدادنا وتصدينا لمثل هذه الظواهر الطبيعية في المستقبل.