مدينة تومار: عبق التاريخ وجمال الطبيعة في البرتغال
تقع مدينة تومار في شمال منطقة سانتاريم في البرتغال، وتعتبر من أبرز الوجهات السياحية التي تحتفظ بتراث تاريخي وثقافي غني. تعود أهمية تومار إلى تاريخها العريق والمعمار الفريد الذي يميزها، مما يجعلها واحدة من المدن الأكثر جذباً للزوار في البرتغال. في هذا المقال، نستعرض أبرز معالم مدينة تومار، تاريخها، والثقافة المحلية التي تعكس أصالتها وجمالها.
تاريخ مدينة تومار
تأسست مدينة تومار في القرن الثاني عشر خلال فترة الاسترداد (Reconquista) التي كانت تهدف إلى استعادة الأراضي التي كانت تحت حكم المسلمين. تميزت المدينة بكونها مركزاً مهماً لنظام الفرسان التيمبليين، وهو منظمة دينية عسكرية كانت تلعب دوراً كبيراً في السياسة والدين خلال القرون الوسطى.
تعتبر مدينة تومار مركزاً تاريخياً للفرسان التيمبليين، حيث أسسوا قلعة تومار الشهيرة التي أصبحت فيما بعد مقرهم الرئيسي. هذه القلعة، التي تُعرف أيضاً باسم “قلعة التيمبليين”، تعتبر واحدة من أبرز المعالم الأثرية في المدينة، وقد تم تصنيفها كموقع تراث عالمي من قبل منظمة اليونسكو.
معالم مدينة تومار
1. قلعة تومار (Castelo de Tomar)
تعد قلعة تومار من أبرز المعالم التاريخية في المدينة، وتعتبر رمزاً لتأثير الفرسان التيمبليين على المنطقة. تمتاز القلعة بتصميمها الفريد الذي يعكس الهندسة المعمارية العصور الوسطى، ويشمل مجموعة متنوعة من الأبراج والبوابات والمباني التي تُظهر براعة المهندسين التيمبليين. يتمتع الزوار بفرصة استكشاف الأسوار والأبراج، واكتشاف تاريخ الفرسان التيمبليين من خلال المعروضات التاريخية التي تُعرض في المتاحف داخل القلعة.
2. كنيسة القديس يوحنا المعمدان (Igreja de São João Baptista)
تعتبر كنيسة القديس يوحنا المعمدان من المعالم الدينية البارزة في تومار، حيث تضم تصاميم فنية معمارية مميزة تعود إلى فترة حكم الفرسان التيمبليين. يتميز تصميم الكنيسة بأسلوبه القوطي الفخم، وتعتبر من الأماكن المهمة للزيارة للتعرف على التراث الديني والثقافي للمدينة.
3. كنيسة المسيح (Convento de Cristo)
تُعتبر كنيسة المسيح من أبرز المعالم التاريخية في تومار، وقد أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو. هذا الدير التاريخي يعكس تداخل الأنماط المعمارية المختلفة، بما في ذلك الطراز الروماني والقوطي وعصر النهضة. تشمل أبرز معالمه قاعة التجميع الملكية التي تحتوي على العديد من المنحوتات الجميلة، بالإضافة إلى برج الجرس الذي يوفر إطلالة رائعة على المدينة والمناطق المحيطة.
4. جسر تومار (Ponte de Tomar)
يمثل جسر تومار أحد أهم المعالم الهندسية التي تعكس البراعة الهندسية للعصور الوسطى. يمتد الجسر فوق نهر “نان” ويمثل رابطاً تاريخياً بين ضفتي النهر. يعد الجسر نقطة جذب سياحية ممتازة ويتيح للزوار الاستمتاع بمناظر طبيعية خلابة.
الأنشطة والفعاليات
1. مهرجان تومار الدولي للموسيقى
ينظم مهرجان تومار الدولي للموسيقى سنوياً ويعتبر من الفعاليات الثقافية البارزة في المدينة. يشارك في هذا المهرجان فنانون من مختلف أنحاء العالم ويقدمون عروضاً موسيقية متنوعة تتراوح بين الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الحديثة. يُعد المهرجان فرصة رائعة للاستمتاع بالثقافة والفنون في إطار تاريخي رائع.
2. الأسواق المحلية
تحتوي مدينة تومار على مجموعة متنوعة من الأسواق المحلية التي تعرض المنتجات التقليدية والحرف اليدوية. يمكن للزوار شراء الهدايا التذكارية مثل الفخار والمنسوجات والمنتجات الغذائية المحلية، مما يعكس الثقافة البرتغالية التقليدية.
الطبيعة والأنشطة الخارجية
تتمتع مدينة تومار بموقعها الطبيعي الخلاب، حيث تحيط بها المناظر الطبيعية الجميلة والحدائق الخضراء. يمكن للزوار الاستمتاع بالأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات في الطرق الطبيعية المحيطة بالمدينة. يمكن أيضًا زيارة بحيرة “لينغوا” القريبة للاستمتاع بيوم هادئ على ضفاف الماء.
الثقافة والمجتمع
تتميز مدينة تومار بوجود مجتمع محلي ودود ومرحّب بالزوار. تعد الثقافة البرتغالية جزءاً أساسياً من حياة المدينة، حيث يتم الاحتفال بالعديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية التي تعكس تراثها الغني. يمكن للزوار تجربة المأكولات البرتغالية التقليدية مثل الأطباق البحرية واللحوم المشوية، فضلاً عن تجربة الحلويات المحلية الشهية.
خاتمة
تعتبر مدينة تومار وجهة سياحية مميزة تجمع بين التاريخ العريق والجمال الطبيعي. تاريخها الغني كموطن للفرسان التيمبليين، ومعالمها التاريخية الرائعة، وموقعها الطبيعي الخلاب، تجعلها واحدة من المدن التي تستحق الزيارة في البرتغال. إذا كنت تبحث عن تجربة ثقافية وتاريخية مميزة، فإن تومار هي المكان المثالي لتحقيق ذلك.