تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط

تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط: الأسباب والتشخيص والعلاج

تعتبر الغدد الليمفاوية جزءاً أساسياً من جهاز المناعة في الجسم، حيث تعمل على تصفية السائل الليمفاوي وتنقية الجسم من العدوى والخلايا السرطانية. من بين الأماكن التي تتواجد فيها هذه الغدد الليمفاوية، تبرز منطقة الإبط كأحد المواقع التي قد يلاحظ فيها الأشخاص تورم الغدد الليمفاوية. هذا التورم قد يكون مؤشراً على العديد من الحالات الصحية، وتتفاوت الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوثه. من خلال هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط، كيفية تشخيصها، وأفضل الطرق لعلاجها.

1. ما هي الغدد الليمفاوية؟

الغدد الليمفاوية هي هياكل صغيرة مستديرة أو بيضاوية تتوزع في أنحاء الجسم وتعمل كفلتر للسائل الليمفاوي. السائل الليمفاوي يحمل خلايا الدم البيضاء التي تحارب العدوى. الغدد الليمفاوية تحت الإبط تُعدّ من أهم الغدد الليمفاوية في الجسم، حيث تساعد في تصفية السائل الليمفاوي الذي يأتي من الذراع والصدر وأجزاء أخرى من الجسم.

عند حدوث التورم في هذه الغدد، فهذا قد يكون علامة على استجابة الجسم لمؤثرات مختلفة، سواء كانت عدوى، التهابات، أو حتى أمراض أكثر خطورة.

2. أسباب تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط

يعود تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط إلى عدة أسباب قد تكون متنوعة وتشمل عدداً من الحالات المرضية التي تتراوح من بسيطة إلى معقدة. فيما يلي أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى هذا التورم:

2.1 العدوى البكتيرية أو الفيروسية

من أكثر الأسباب شيوعاً لتورم الغدد الليمفاوية هو الإصابة بالعدوى. عند إصابة الجسم بعدوى بكتيرية أو فيروسية، تبدأ الغدد الليمفاوية في الإبط بالتورم نتيجةً لمقاومة الجسم لهذه العدوى. من بين العدوى التي قد تؤدي إلى تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط:

• التهابات الجلد: مثل الخراجات أو الدمامل التي قد تظهر على الجلد في منطقة الإبط.

• الإنفلونزا أو نزلات البرد: هذه الأمراض الفيروسية يمكن أن تؤدي إلى تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط بسبب تأثيرها على جهاز المناعة.

• العدوى الناتجة عن العضات أو الخدوش: قد تؤدي إصابة الجلد في منطقة الإبط إلى دخول البكتيريا إلى الغدد الليمفاوية، مما يسبب تورمها.

2.2 الالتهابات المزمنة

بعض الحالات الصحية المزمنة قد تؤدي إلى تورم مستمر في الغدد الليمفاوية، مثل:

• داء القطط (التوكسوبلازما): يعد هذا المرض أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى تورم الغدد الليمفاوية، وينتج عن الطفيليات التي تنتقل من القطط.

• الإيدز: قد يكون تورم الغدد الليمفاوية أحد الأعراض المبكرة لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).

• التهاب المفاصل الروماتويدي: هذا المرض المناعي قد يسبب تورم الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى تأثيره على المفاصل.

2.3 الأمراض السرطانية

في بعض الحالات النادرة، قد يكون تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط علامة على الإصابة بأمراض سرطانية. قد تشمل هذه الحالات:

• سرطان الثدي: يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان التي تؤدي إلى تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط، خاصة في المراحل المتقدمة من المرض.

• اللمفوما: اللمفوما هي نوع من أنواع السرطان التي تؤثر على الخلايا الليمفاوية نفسها. قد يتسبب هذا النوع من السرطان في تورم غدد ليمفاوية متعددة في أنحاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك تحت الإبط.

• سرطان الجلد (الميلانوما): قد يؤدي سرطان الجلد إلى تورم الغدد الليمفاوية إذا انتشرت الخلايا السرطانية إلى هذه الغدد.

2.4 الآثار الجانبية للأدوية

بعض الأدوية قد تتسبب في تورم الغدد الليمفاوية كأثر جانبي. تشمل هذه الأدوية:

• الأدوية المستخدمة في علاج التهاب المفاصل أو الأمراض المناعية.

• المضادات الحيوية: أحياناً يمكن أن تسبب بعض أنواع المضادات الحيوية ردود فعل تحسسية تؤدي إلى تورم الغدد الليمفاوية.

2.5 حالات أخرى

قد تتسبب بعض الحالات غير المعروفة في حدوث التورم، مثل حالات معينة من الضغط النفسي أو التوتر، على الرغم من أن هذه الحالات نادرة.

3. كيف يتم تشخيص تورم الغدد الليمفاوية؟

تعد عملية التشخيص خطوة هامة لتحديد السبب وراء تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط. يتضمن التشخيص عادةً مجموعة من الإجراءات والفحوصات:

3.1 التاريخ الطبي والفحص السريري

في البداية، سيقوم الطبيب بسؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها، بما في ذلك مدة التورم، وجود أي ألم أو احمرار في المنطقة المصابة، وتاريخ الأمراض السابقة. كما سيقوم الطبيب بفحص الغدد الليمفاوية تحت الإبط باستخدام يديه للتحقق من حجمها وملمسها.

3.2 التحاليل المخبرية

من أجل تحديد ما إذا كان هناك عدوى بكتيرية أو فيروسية، قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات دم مثل:

• اختبارات تعداد الدم الكامل (CBC): لتحديد ما إذا كان هناك زيادة في خلايا الدم البيضاء التي تشير إلى وجود عدوى.

• اختبارات للفيروسات أو البكتيريا: مثل اختبار الإيدز أو التوكسوبلازما أو غيرها من العدوى.

3.3 التصوير الطبي

في حال كانت الشكوك تشير إلى وجود أمراض أكثر خطورة مثل السرطان، قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات تصويرية مثل:

• الأشعة السينية: لفحص ما إذا كانت هناك علامات على انتشار السرطان.

• الموجات فوق الصوتية (السونار): لفحص الغدد الليمفاوية بشكل أدق.

• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لمزيد من التحليل الدقيق.

3.4 الخزعة

في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء خزعة من الغدة الليمفاوية. يتم خلالها أخذ عينة صغيرة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر للتأكد من وجود خلايا سرطانية أو أي تغييرات مرضية أخرى.

4. علاج تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط

يتوقف العلاج بشكل رئيسي على سبب التورم. فيما يلي الطرق العلاجية التي قد يوصي بها الأطباء:

4.1 العلاج الدوائي

• المضادات الحيوية: إذا كان التورم ناتجاً عن عدوى بكتيرية، سيقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية المناسبة.

• الأدوية المضادة للفطريات أو الفيروسات: في حالة الإصابة بعدوى فيروسية أو فطرية، قد تحتاج إلى أدوية خاصة مثل الأدوية المضادة للفيروسات.

4.2 العلاج الكيميائي أو الإشعاعي

في حالات السرطان مثل اللمفوما أو سرطان الثدي، قد يكون العلاج الكيميائي أو الإشعاعي هو الخيار الأفضل، خاصة إذا انتشرت الخلايا السرطانية إلى الغدد الليمفاوية.

4.3 إجراءات جراحية

في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إزالة الغدد الليمفاوية المصابة إذا كانت التورمات ناجمة عن سرطان أو إذا كانت تسبب مشاكل صحية خطيرة.

4.4 العلاج الداعم

بعض العلاجات الداعمة مثل المسكنات أو الأدوية المضادة للالتهابات قد تساعد في تخفيف الألم والتورم.

5. الوقاية

لا يوجد طريقة مؤكدة للوقاية من تورم الغدد الليمفاوية، ولكن الحفاظ على صحة الجهاز المناعي من خلال:

• تناول غذاء صحي ومتوازن.

• ممارسة الرياضة بانتظام.

• تجنب العدوى من خلال النظافة الشخصية الجيدة.

• تجنب التعرض للأشخاص المصابين بالعدوى.

كل هذه العوامل قد تساهم في تقليل خطر الإصابة بتورم الغدد الليمفاوية.

خاتمة

تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط قد يكون مؤشراً على العديد من الحالات الصحية، بدءاً من العدوى البسيطة وصولاً إلى الأمراض السرطانية. من المهم أن يتم تشخيص السبب الأساسي للتورم بشكل دقيق لتحديد العلاج المناسب. في حال لاحظت أي تورم في الغدد الليمفاوية، يجب عليك استشارة الطبيب فوراً لتحديد السبب واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة.